يسعى برويز مشرف الرئيس الباكستاني السابق الجنرال المتقاعد حالياً للعودة إلى باكستان ، على الرغم من عدم وجود إمكانيات لممارسته للحياة السياسية مرة أخرى خصوصاً وأنه مهدد بالاعتقال في المطار فور عودته للبلاد على خلفية قضيتي التحقيق الجاري حول اغتيال الراحلة رئيسة وزراء باكستان المسبقة بينظير بوتو والعملية العسكرية التي شنت في عهد حكومته على المسجد الأحمر في قلب العاصمة الباكستانية إسلام آباد، والتي راح ضحيتها عدد من طلاب وطالبات جامعة حفصة الدينية الملحقة بالمسجد. من جانبها، رفضت المؤسسة العسكرية الباكستانية الطلب الذي تقدم به برويز مشرف بشأن الحصول على حماية أمنية عسكرية باعتباره قائد الجيش الباكستاني السابق، وأوضحت المؤسسة العسكرية بأنها لا توفر الحماية الأمنية العسكرية لقادة الجيش الذين يلجأون إلى السياسة، بينما يتم توفير الحماية للقادة المتقاعدين من خدمة الجيش حال عدم مشاركتهم في الحياة السياسية، لأن المؤسسة العسكرية لا تتدخل في السياسة. إضافة إلى ذلك يعتبر برويز مشرف مطلوبا لدى القضاء الباكستاني وقد أصدر بحقه أوامر متكررة لاعتقاله. كما أن معظم الجماعات الدينية المتطرفة تخطط للانتقام من برويز مشرف بعد عودته إلى باكستان انتقاماً من العمليات العسكرية التي شنت في عهد حكومته في منطقة القبائل الباكستانية وخارجها ضد المليشيات المتطرفة، وسماحه بشن غارات جوية أمريكية داخل الأراضي الباكستانية. وعلى المستوى السياسي فإن حزب الشعب الباكستاني (الحاكم) بقيادة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ما زال يرفض أن يعود مشرف إلى باكستان، وقد تكرر على ألسنة أهم الشخصيات البارزة في الحزب الحاكم، بأنه سيتم اعتقال مشرف من المطار فور وصوله إلى باكستان، ليتم إحالته إلى السجن ومن ثم القضاء. من جانبه رفض عمران خان زعيم حزب (الإنصاف) الباكستاني الأنباء التي تحدثت عن إمكانية قيامه بتشكيل تحالف سياسي يضم حزب برويز مشرف الذي يقود حزبا باسم (حزب الرابطة الإسلامية لعموم باكستان). وذلك بعدما لاحظ عمران خان خطورة تعاونه مع مشرف، وخوفه من تراجع شعبيته بعد دخول انضمام شخصيات مثيرة للجدل إلى حزبه.