ثمة مثل للكاتب الساخر برناردشو.. أحفظه منذ سنين طويلة.. يقول المثل: إن اللهَ يشفي والطبيبُ يقبضُ الأتعاب واستهلالي لسوانح اليوم بهذا المثل.. لأقوله لمن يريد العلاج من الطبيب مهما كان العارض.. ولا يُعطي فرصة للجسم كي يقاوم ويتغلب على العارض أو الاعتلال الصحي.. بالرغم من أن جسم الانسان زوده الله سبحانه وتعالى.. بوسائل دفاعية وبأجسام مضادة تفرزها أجهزة ذلك الجسم عند الحاجة.. ويبرز تساؤل عن الاختلاف في التشخيص بين طبيب وآخر.. وهذا الاختلاف قد يكون (خلط) في فهم المريض أو ذويه فيما يقوم به الطبيب من علاج صحيح.. بعد تشخيص صحيح بطبيعة الحال أوعدم إعطاء العلاج وقتاً كافياً ليبدأ مفعوله.. إلا ان هذه قضية أُخرى.. مع ان مثل برناردشو ينطبق عليها.. ماعلينا.. فأبقى اليوم مع مواقف طريفة يتندر بها البعض عن الأطباء كالذي راجع طبيباً لا يعرف اللغة العربية وهو يقول للطبيب (بشتي يوجعني) فما كان من الطبيب الأعجمي إلا أن وصف لمن يشتكي (من بشته) حبوباً يأخذها حبة صباح.. حبة مساء.. وأختم سوانح اليوم بموقف طريف آخر حدث لأختين (من الاولين) راجعتا الطبيب (في مستوصف الفوطة) بسبب عارض صحي ألَمَ بهما أو بهن.. فوصف الطبيبُ لإحداهن (الكبيرة سناً) بعض الحبوب.. وللأُخرى إبرة في العضل تأخذها في غرفة الضماد.. وبعد أخذ الحبوب من الصيدلية توجهتا إلى الممرضة زبيدة في غرفة الضماد.. وفي الطريق قالت إحداهما.. هالحين أنا الكبيرة يعطيني الدختور حبوب وانتي ياالصغيرة (تدقك زبيدة إبرة في العضل) لماذا التفرقة في العلاج وتفضيلك علي مع انني الأكبر سناً !؟!.. فقالت الصغيرة (لا تزعلين ياخيتي) خذي انتي الابرة وعطيني أنا الحبوب.. فاستبدلتا الوصفتين قبل الوصول للممرضة زبيدة وزميلها الممرض الألوسي في غرفة الضماد.. ويقول الراوي ان الأختين بعد استعمالهما الدواء (إبرة العضل للكبيرة والحبوب للصغيرة) شُفيتا تماماً(بإذن الله)فكم كنت رائعاً وصادقاً يا برناردشو عندما قلت إن الله يشفي والطبيبُ يقبضُ الأتعاب.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.