في حياة الامم والشعوب، قادة نادرون يتميزون بالحكمة والصفاء والتصالح مع النفس، ولذلك يحوزون محبة الجميع ليس في الداخل فقط، وإنما يسبق ذلك الخارج أيضا. ولعلنا لا نبالغ اذا قلنا إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يأتي في صدارة هؤلاء القادة لما يتميز به من إنسانية وحكمة وبعد نظر نحو حياة افضل للإنسانية . ولهذا لم يكن مستغربا أن تنهال عليه في عام 2011 العديد من الجوائز من مختلف أنحاء العالم تقديراً لجهوده في خدمة البشرية والسلام العالمي وحوار الحضارات ، ورعاية الفقراء حول العالم . وكان من أبرز هذه الجوائز، جائزة الإنسان العربي الدولية لعام 2011 من المركز العربي الأوروبي لحقوق الانسان والقانون الدولي ومقره مدينة اوسلو النرويجية ، وجائزة السلام العالمي بأمريكا، وجائزة القدوة الحسنة لمحاربة الفساد وأخيراً وليس آخراً وسام الابوة العربية من الاطفال العرب تقديراً لجهوده الخيرية والإنسانية. إن القراءة الأولية لهذه الجوائز المتعددة يمكن للمرء أن يستشرف منها أنه يقف أمام شخصية تحمل هم الانسان والبشرية جمعاء في كل مكان. لقد أثرى خادم الحرمين الشريفين على مدى السنوات الماضية حقوق الانسان في المملكة بصورة لافتة للأنظار من خلال إطلاقه لجمعية حقوق الانسان وهيئة حقوق الانسان مما أثر بشكل كبير على مسيرة حقوق الإنسان سواء في داخل أو خارج المملكة وذلك في إطار حرصه على إقرار العدالة في إطار من الشفافية، وفيما قدمت الجمعية تقارير نوعية عن حقوق الانسان في المملكة طوال السنوات الماضية ، تصدت الهيئة في إطار من الموضوعية أيضا للدفاع عن سجل حقوق الإنسان بالمملكة في الخارج مما أسهم في تحسين الصورة بشكل كبير . وفي إطار حسه الإنساني العالي ، لم يكن مستغربا أن يشدد خادم الحرمين الشريفين على تبرئه من الفساد ، وضرورة محاسبة اي مسؤول مهما كان عن أي فساد اقترفه وذلك لثقته في أهمية نزاهة المسؤولين وأن يكون عملهم لخير وطنهم ومواطنيهم فقط، ولهذا برزت الى الوجود هيئة مكافحة الفساد لتتصدى لكشف الفساد ومحاسبته ولعظم المسؤولية أمام الله ثم الوطن، بادر خادم الحرمين إلى التبرؤ إلى الله من اي فساد ، ووضعه في رقبة المسؤول المباشر الذي استلم جميع الصلاحيات وبات عليه العمل بأمانة ليترجم قوله تعالى " إن خير من استأجرت القوي الامين " سورة القصص اية 26 . أما على الصعيد العالمي ، فكانت مبادرة خادم الحرمين لحوار الحضارات انموذجا من قائد جعل قضيته الاولى التقريب بين ابناء الحضارات المختلفة بعد الشرخ الكبير الذي ساد العالم بعد احداث 11 سبتمبر وتفشى ظاهرة الاسلام فوبيا والصاق تهم الإرهاب بالاسلام والمسلمين في كل مكان ولحسن النوايا والأهداف والعرض حازت المبادرة إعجاب العالم وتقديره ، وبات التحدي الأكبر حاليا هو اهمية البناء فوقها لتعزيز التقارب الانساني بعيداً عن النقاط الخلافية . إن العالم بأسره يحتفل بعبدالله بن عبدالعزيز الإنسان نظير ما قدم للبشرية ، فحرى بنا جميعا ان نضعه في الحدقات والقلوب.