قلت هنا وفي ( تويتر) وفي بعض البرامج الرياضية إنّ أخوف ما يُخاف عليه في النصر إبان هذه اللحظات التي يعيش فيها مرحلة تصحيحية ستأتي من بعض محبيه الذين دأبوا على وضع العصي في دواليبه ما بين عامدين أو جاهلين، وحذرت من أمور كثيرةٍ، منها الاستعجال في النتائج، والمكابرة في الطموحات، والمبالغة في ردّات الفعل السلبية أو الإيجابية، وحدث كل ما توقعته. ما يؤسفني في كل مرة أتناول فيها الشأن النصراوي، هو خروج بعض النصراويين المتخصصين في (الانبراشات) اللفظية ليقولوا لي:" وانت وش محرقٍ رزقك"!، وفي كل مرة أقول لهم بأن (رزي) ليس محترقاً، وإن احترق فلأنني أريد النصر في المستوى الذي يليق به ككيان كبير؛ لكنهم لا يصدقون، أو بمعنى أدق لا يريدون أن يصدقوا!. وحدهما الأميران الشقيقان طلال بن بدر، ووليد بن بدر اللذان تحدثا معي بدون نوايا (انبراشية)، فالأول قلت له نريد النصر كما ينبغي أن يكون عليه، فقال لي وكنا نتثاقف حول نقد كتبته عنه شخصياً: "يداً بيد وبإذن الله سيعود"، أما الثاني فقال لي والفريق للتو قد خرج مهزوماً من القادسية: "امنحونا الوقت ثم انتقدوا"، فقلت له: نحن ننتقد لأننا نحب النصر. فردّ مبتسماً: "ومن الحب ما قتل"!. ما حذرت منه يحدث الآن، فهاهو النصر يسقط على يد الأهلي الزاحف بقوة نحو الصدارة، فينتفض المشرف متحدثاً عن (فاعل) يقف وراء خسارتهم، وقبلها بأيام كانوا وبعد ثلاثة انتصارات حققوها على الفتح في كأس ولي العهد، وعلى الأنصار والرائد في الدوري ليتحدثوا عن العودة للبطولات، كما قال (الرئيس) الذي رسم كأسي الملك وولي العهد كأهداف يسعون إليها. مثل هذا التعاطي مع واقع النصر هو بمثابة مشروع آخر يناهض مشروع التصحيح، إذ ليس من المنطق في شيء أن يتم القفز على حقيقة المعاناة النصراوية، ليتم تصوير الفريق وكأنه قد استعاد عافيته لمجرد فوزه على فرق جل طموحها البحث عن خشبة نجاة من الغرق في بحر الدوري، وما يؤسى له أن يتشارك في هذا المشروع – ودون قصد- طبعاً أصحاب المشروع الأول، وكأنهم بذلك يريدون التقدم بالفريق خطوة للأمام ليجروه بعدها خطوة للخلف!. بالطبع، لا أقول إن على مسيريه الصمت على الأخطاء التحكيمية كما حدث من المرداسي في مواجهة الأهلي الأخيرة؛ ولكن لا ينبغي تعليق الأمور على مشجبي التعمد والاستقصاد؛ على الأقل حتى لا تعود أسطوانة المؤامرة المملة للدوران، كما لا ينبغي الحديث عن البطولات في وقت لا زال الفريق يتلمس طريق العودة للطريق الصحيح، وفوق هذا وذاك ينبغي حسن الظن بالآخر؛ والابتعاد عن التشكيك في النوايا، فهو من أبرز العلل الصفراء. النصر قادر على أن يعود؛ ولكن لن يكون ذلك وثمة من يريد حرق المراحل، وهو الخطأ الجسيم الذي يقترفه كل مسيري النصر؛ إذ ما يكادون يَخطّون طريق التصحيح حتى يرسموا بعد خط أو خطين منصة التتويج بالبطولات، وهو الخطأ الذي يرتكبونه ولا زالوا، غير أنهم لا يكتشفونه إلا بعد فوات الأوان، وحين نقول لهم ذلك يخرج من بينهم من ينقب عن (رزنا المحروق)!