الغلو في "لسان العرب": مجاوزة الحد، يقال: غَلا السِّعر يغلو غَلاء، وذلك ارتفاعه، وغَلا الرجل في الأمر غُلُواً: إذا جاوز حدَّه. وغَلا بسَهمه غلْواً، إذا رمى به أقصى غايته". وشرعاً: هو الإفراط ومجاوزة الحد الشرعي في أمر من أمور الدين. وقد نهى الله سبحانه وتعالى في آيات متعددة عن الغلو، فقال تعالى:( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته، ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا). -النساء 171-. وقال (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل و أضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل) -المائدة 77-. كما حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو في أحاديث كثيرة، منها ما رواه النسائي عن أبي العالية قال: قال ابن عباس: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته: هات الْقُط لي. فلقطت له حصيا ، هن حصى الخذف، فلما وضعتهن في يده قال (بأمثال هؤلاء). و( إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين). وقال صلى الله عليه وسلم "لا تشددوا على أنفسكم، فيشدد الله عليكم، فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار (رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم). وقال صلى الله عليه وسلم: "هلك المتنطعون". قالها ثلاثاً. د. إبراهيم بن عبد الله الزهراني عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية