تتجه أمانة منطقة الرياض إلى إعادة الاشتراطات البلدية واستعمالات الأراضي في منطقة وادي السلي الذي يشق العاصمة الرياض من مطار الملك خالد الدولي شمالاً إلى خشم العان جنوباً بطول 103 كليومترات بمعالمه"الخفيه"التي اندثرت نتيجة الامتداد العمراني السريع في المدينة وما صاحب ذلك من تغيرات عدة لاسيما في الأجزاء الشرقية مروراً بالنسيم والنظيم والسلي والروضة والخليج والجزيرة والملك فيصل والقدس وقرطبة وغرناطة واشبيليا والصناعية القديمة وأجزاء من الملز ومنطقة مطار الملك خالدالدولي. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة شاملة وضعتها الأمانة في انتظار الاعتمادات المالية لتنفيذها تشمل كذلك تثمين ونزع الملكيات في المخططات والأملاك الخاصة التي يمر بها الوادي الذي بدأت الأمانة قبل فترة بعمل الدراسات والحلول الهندسية اللازمة له لتأهيله وفتح مساره وإدارة مصادر المياه فيه مع تطوير البنية العمرانية وتخطيطه حضرياً لخلق بيئة طبيعية وترفيهية على امتداد مساره وذلك عبر برنامج شامل تسعى من خلاله أمانة الرياض لتحديد مسار الوادي ليعود إلى طبيعته كمصرف لمياه الأمطار والسيول بالعاصمة حرصاً على سلامة المواطنين والمقيمين وحفاظاً على البيئة الطبيعية للوادي. وترى أمانة الرياض أن كثيرا من التعديات والعوائق التي تعرض لها الوادي من صنع الإنسان حيث أن خاصية تكوين الوادي الجغرافية تعرضه أكثر من غيره من وديان الرياض للكوارث الطبيعية والتي كان آخرها العاصفة الماطرة التي ضربت المدينة العام الماضي 31ه وماصاحبها من فيضانات خلفت خسائر كبيرة في وقت قصير، إضافة إلى ماخلفته السيول والأمطار الغزيرة في سنوات مضت من أضرار واحتجازات في عدد من الأحياء الشرقية القريبة من مسار الوادي. ويزيد من أهمية المخطط الشامل لتأهيل وتطوير وادي السلي الذي تعكف عليه أمانة الرياض أنه سيكون وكما هو مقرر"مرجعاً" لكافة أعمال التطوير والتخطيط والتنظيم المستقبلي في الوادي لضبط جميع الأنشطة السكانية القائمة والمستقبلية. اللافت في الأمر أن كثيرا من سكان الرياض من غير كبار السن لا يعرفون أن هنالك وادياً كبيراً وشهيراً يخترق مدينتهم وربما يمر حتى بمنازلهم بهذا الاسم نظراً لاختفاء أغلب معالمه إزاء التطور والامتداد العمراني الهائل الذي تشهده الرياض وهو ماسيكون التحدي الاكبر امام مشروع التأهيل في اعادة ملامحه ومساره الى طبيعته بعد ازالة مايقع داخل نطاق مساره. نموذج لماسيكون عليه الوادي بعدتطويره وتأهيله