على الرغم من مرور قرابة العام على اعتماد وزارة المالية لوزارة الشؤون البلدية والقروية ميزانية لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل وادي السلي واستكمال مشروع شبكات تصريف السيول والتي تحتل 72% من أحياء العاصمة الرياض، وتحديدها مدة تنفيذ المشروع بخمس سنوات، إلا أن المشروع لم يبدأ على أرض الواقع حتى هذه اللحظة، في وقت يؤكد فيه مسؤول بمجلس الرياض البلدي عدم وجود مشاريع متعثرة بالعاصمة. وكانت أمانة منطقة الرياض أعلنت في شهر مارس من العام الماضي أن وزارة المالية اعتمدت للأولى قرابة 6 مليارات ريال لإنشاء شبكات تصريف السيول للمدينة وإعادة تأهيل وادي السلي ونزع الملكيات الواقعة في مجرى الوادي. وأكد الأمين العام للمجلس البلدي بمنطقة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن البابطين أنه لا توجد مشاريع متعثرة في العاصمة، معتبرا أن مشروع إعادة تأهيل وادي السلي لا يعد متعثرا. وحول عدم البدء بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل وادي السلي في العاصمة الرياض على أرض الواقع، أوضح البابطين في تصريح إلى "الوطن" أن المشروع له عدة مراحل تتمثل في "مرحلة الدراسات، ومرحلة طرح المنافسة، ومرحلة التحليل، ومرحلة بداية التنفيذ"، قائلا "إن هذا لا يعتبر متعثرا، ولا نستطيع الحكم عليه بالمتعثر، وأن مدة تنفيذ المشروع 5 سنوات من ضمنها دراسة المشروع وتحليله". وخالف البابطين ما أعلنت عنه وزارة المالية باعتمادها مبلغ 5.9 مليارات لتنفيذ المشروع بالقول "إن الميزانية المعتمدة قابلة للزيادة، متوقعا وصولها إلى 7 مليارات ريال"، مبينا أن الوزارة حددت 900 مليون لنزع الملكيات الواقعة في مجرى الوادي. الجدير بالذكر أن وادي السلي يقطع الرياض من مطار الملك خالد الدولي شمالا إلى خشم العان جنوبا بطول 103 كيلو مترات الواقعة في حدود حماية التنمية لمدينة الرياض، ويعتبر المشروع "طوق النجاة" للعاصمة من كوارث السيول حيث تختلف الطبيعة الجغرافية للوادي عن غيرها في كونها منبسطة مما أخفى معالمه، إضافة لوقوع العديد من المخططات المعتمدة على امتداده منها ما هو مطور ومأهول على مساره الرئيسي، إلى جانب عدم وجود مجارٍ لتصريف السيول في كثير من الشوارع والأراضي الواقعة على جانبي ووسط الوادي، مع عدم وجود أراض بيضاء لاستيعاب وتخرين مياه الأمطار هناك مما يؤدي دائما إلى تجمع المياه واحتجازها بين الشوارع ومباني المواطنين، مما جعل حدة الخطر من وادي السلي حاليا تفوق خطر وادي حنيفة قبل التأهيل خصوصا على أهالي أحياء شرق الرياض المعرضة لكارثة حقيقية جراء سيول الوادي كأحياء النسيم والنظيم والسلي والروضة والخليج والجزيرة والملك فيصل والقدس وقرطبة وغرناطة وإشبيليا والصناعية القديمة وأجزاء من الملز ومنطقة مطار الملك خالد.