حينما نكتب عن حي الشفاء بالرياض، أو أي حي في مدينتنا الحبيبة الرياض، أو أي شبر في مملكتنا الحالمة، فإنما نتحدث عن كيان وطن.. عن ثروة وطنية.. عن بنية أساسية يستفيد منها الكل دون استثناء!! ولكن أن توكل الأمور إلى غير أهلها فتلك مصيبة وأي مصيبة!! أو يغيب الحس والضمير الوطني فما نقول إلا على الدنيا السلام!! وفي هذه العجالة سنتحدث سوياً في شفافية متناهية عن أنفاق حي الشفاء التي استغرق إنشاؤها حتى الآن أكثر من خمس سنوات ولم تكتمل حتى كتابة آخر حرف من هذا المقال!! في حين أن هذه المدة كفيلة ببناء لا أقول برجاً واحداً بل عدة أبراج، وهناك شواهد عديدة لا أود التطرق لها خوفاً من أن يجتذبنا الحديث فنخرج عن محور موضوعنا!! ولكن هذه الأنفاق التي تمت زفلتتها أكثر من مرة لانكشافها على الملأ ولعدم توازنها وضعف أرضيتها الهشة، ورداءة موادها!! وضحالة المشرفين عليها!! نجد بأن العمل في هذا المشروع يرجع من جديد لإعادة زفلتتها، بل والأدهي من ذلك خضوع بعض اسفلت هذه الأنفاق أو أغلبها لعملية أشبه ما تكون ب (الترقيع)!! دون حياء من الله ولا من الناس، ولا ضمير!! ولكن التساؤلات التي تطرح نفسها والتي أثارت علامات استفهام أمام أي مشروع متعثر في هذا البلد - والذي لم يأل قادته جهداً في سبيل تعزيز ودعم المشروعات التنموية لهذا البلد - كيف يتم استلام مثل هذه المشروعات؟ فإن كانت هذه المشروعات الرديئة قد نفذت من قبل هذه الشركات على غير ما خطط لها فلماذا لا ترغم بدفع تعويضات وغرامات جراء ما قامت به!! وإن تم استلامها من قبل مراقبين غير مهتمين أو مباليين، فلماذا لا يحاسب أمثال هؤلاء الذين أهدروا مقدرات البلد وشوهوا بنيته التحتية!! وإن كانت هذه الشركات ليست أهلاً لمثل هذه المشروعات الحيوية فلماذا تقبل بها!! ولكن كلنا يعلم بأن الشيء الأساس الذي أضر بمصالح الوطن ومشروعاته الحيوية العقود بالباطن!! حينما تأخذها شركات كبرى وتمنحها لأخرى أصغر منها، والأصغر تعطيها أصغر منها وهكذا!! حتى تصل إلى شركات صغيرة تنفذ هذه المشروعات بالمتيسر، ويقتات ما تبقى من القيمة الأساسية المرصودة لهذا المشروع!! لذلك فإن كانت الشركات الوطنية التي تنفذ أية مشروع يستند لها بشكل غير لائق، وغير جيد، ومخالف للمواصفات، فلماذا لا تدخل المنافسة شركات أجنبية!! ولكن كل ما أقول عن هذا المشروع المتعثر وما شابهه من مشروعات ضعيفة وهزيلة: ما أشبه الليلة بالبارحة!! دمتم بخير أعزائي.