يعتبر تعيين عزوز بقاق (48 سنة) وزيرا منتدبا لتشجيع تكافؤ الفرص انتصارا لعالم الاجتماع الجزائري الاصل الذي نشأ في احدى الضواحي الفقيرة في منطقة ليون والذي وضع مكافحة التمييز والعنصرية في صلب عمله. وكان وزير الداخلية فيليب دو فيلبان حينذاك كلف عزوز بقاق قبل سنة وبعد شهرين من تلقيه وسام جوقة الشرف القيام بتحقيق حول تكافؤ الفرص لدى ابناء المهاجرين. وفي التقرير الذي رفعه في كانون الاول «ديسمبر» اوصى بانخراط المزيد من «الاقليات الظاهرة» في سلك الشرطة وانشاء «فرق لمكافحة التمييز». ويبدو ان عزوز بقاق الذي كان يدعو الى استبدال عبارة «دمج» المهاجرين ب «ترقيتهم» توصل الى الاقناع اذا نظرنا الى عنوان وزارته، لكن دو فيلبان رفض اقتراحه اجراء «احصائيات اتنية». وكان عزوز بقاق دافع عن مبدأ «التمييز الايجابي» على الطريقة الفرنسية والتي اعادها نيكولا ساركوزي الى الواجهة عندما وزيرا للداخلية لكن الرئيس جاك شيراك اعتبر هذا المفهوم «غير مناسب». وقد التقى عزوز بقاق الذي ولد في فيلوربان (احياء شعبية بضواحي ليون) في تشرين الاول «اكتوبر» 1995 خلال نقاش حول الاحياء الشعبية في فو - اون - فيلان بعد اسبوعين من مقتل خالد خلخال «الارهابي المتشدد» المتحدر من هذه المدينة. وهاجم بقاق حينها الجانب «المؤسساتي» من هذا اللقاء معربا عن اسفه «لغياب شبان هذه الاحياء الذين جاؤوا للتعبير عن ارائهم بعباراتهم الخاصة». وشرح حينها لشيراك ان «الشبان العرب يمنعون من الدخول الى الملاهي». وعبر هو نفسه في 1996 عن استيائه من تعرضه للعنصرية اثر منعه من دخول احد المصارف في ليون. وفي اذار «مارس» 1998 هاجم «اليسار المتعدد الانتماءات» لانه لم يرشح عددا كافيا من ابناء المهاجرين للانتخابات. ونشر عزوز الباحث في المركز الوطني للابحاث العلمية والذي يعمل كمعلق في برنامج اذاعي على محطة «ار تي ال» عدة كتب. فقد روى طفولته في كتاب بعنوان «غون الشعبة» (1986) الذي تحول فيلما وتلقى اثره عدة منشورات عنصرية. وقد نقل من منصبه كاستاذ في برون بمنطقة رون بعد ان ادرج هذه السيرة الذاتية في تدريس طلابه بينما اعتبرها اولياؤهم سوقية. واعرب عزوز بقاق عن «شعوره بالفخر» اثر تعيينه وزيرا منتدبا، مؤكدا انه سيقوم «بجولة في كافة انحاء فرنسا للاطلاع على غياب تكافؤ الفرص حتى يتحقق من مصدرالعراقيل».