نطالع بين الفينة والأخرى عبر صحفنا اليومية العزيزة أخباراً عن انجازات أمنية متمثلة في القبض على بعض المجرمين الذين قاموا بسلوكيات منحرفة سواء كانت أعمال سرقة وسطو على المنازل أو خطف حقائب النساء المتسوقات وعابرات الشوارع أو سرقات أجهزة الصرف الآلي وسرقة السيارات وقطع غيارها وقطع الطريق وكذلك سرقات المواد المعدنية والنحاسية وبطاريات الشاحنات وغيرها علاوة على صناعة المسكرات وترويج المخدرات والمواد الممنوعة وتزوير الأختام وتزييف العملات وتوزيعها وتهريب العاملات وانتحال شخصيات رجال الأمن وغير ذلك من الأعمال المُشينة التي قد تصل في بعض الأحيان لعمليات قتل النفس البريئة. سواء كان هؤلاء المنحرفين سلوكياً سعوديين أو من الجنسيات الأجنبية المقيمة على أرض المملكة سواء بطريقة نظامية ومشروعة أو غير مشروعة ومتخلفين . وبلا شك بأن هذه أخبار لإنجازات أمنية جيدة تسُر الخاطر لأن فيها إسهاماً كبيراً في تحقيق الأمن والطمأنينة والأمان لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة وتدُل على جهود كبيرة تبذلها مختلف الجهات الأمنية المعنية وذات العلاقة وتشكر عليه مثل دوريات الأمن والشرطة ورجال التحريات والبحث الجنائي وقوات المهمات والواجبات الخاصة حيث يبذلون جهوداً كبيرة في القبض على كل من تسول له نفسه تعكير صفو هذا الأمن والأمان الذي نعيش فيه وهذا واجبهم الوطني ودافعهم الوطنية ، ولكن الشيء الذي نتعجب منه جميعاً أو الغالبية على ما أعتقد أن الصورة التي تًنشر مصاحبة للخبر الصحفي وتخص كل من يتم القبض عليه تظهر صورة خلفية لأجسام مرتكبي السلوك المنحرف ولا تُظهر وتوضح ملامحهم للقراء (عامة للناس) حتى يتمكنوا من التعرف عليهم ما أمكن ذلك من أجل تجنبهم وتحاشى سلوكياتهم المنحرفة أو المساعدة والإرشاد عنهم في حالة هروبهم وكانت الجهات الأمنية تبحث عنهم بهدف القبض عليهم وذلك انطلاقاً من دور المواطن والمقيم بشكل عام في المساهمة في تحقيق الأمن المجتمعي وتجسيداً لمقولة ( المواطن رجل الأمن الأول ) ومن هذا المنطلق قد يتساءل الجميع مع بعضهم أو على أقل تقدير يتساءل الشخص داخل نفسه: لماذا تنشر الصورة من الخلف (معكوسة)؟ هل ذلك رأفة بهم أو بهدف عدم التشهير بهم مع أنهم يعتبرون فئة يجب التشهير بهم وهم من أصحاب السلوكيات المنحرفة اجتماعياً ويجب الحذر منهم وتجنبهم وأهم وسيلة لهذا التجنب هو معرفة الجميع والمتابع لصورهم وملامحهم وأشكالهم والكل يدرك أن صورة الشخص أبلغ وصف له وترسخ في ذهن القارئ وذلك حتى يمكن التضييق عليهم وتستطيع الأجهزة الأمنية المعنية من خلال صفات المجرمين وصورهم من اختراق بؤر الإجرام والفساد وتتغلغل في أعماق هذه المجتمعات المريبة حتى يمكن بحول الله القضاء عليهم نهائياً أو على أقل تقدير محاربة الإجرام بمختلف صوره ليكون في أدنى مستوياته في مجتمعنا الغالي حتى يعيش الجميع في أمن وأمان وطمأنينة. كلنا أمل كقراء ان يخرج لنا أحد المسئولين من الجهة ذات العلاقة في أجهزة الأمن أو من جهاز الإعلام ليوضح للجميع مبررات نشر الصورة من الجهة الخلفية أو الجانبية للشخص المنحرف سلوكياً ويتم القبض عليه متلبساً بعمله المٌشين حتى ندرك تلك المبررات ويتلاشي التساؤل لدينا أو أن لا تنشر الصورة بهذا الشكل غير المجدي للقارئ كمساهم في تحقيق الأمن. تحياتي للجميع ، والله من وراء القصد.