أظهرت دراسة حديثة أن المدونين المواطنين والمصريين احتلوا مركز الصدارة في مجال التدوين، وأوضحت أن غالبية المدونين من الذكور بلغت نسبتهم (65%)، كما أظهرت أن المدونين من حملة الشهادات الجامعية جاءوا في المرتبة الأولى بنسبة (63.7%)، كما ظهر أن القضايا الاجتماعية حظيت بأولوية اهتمام المدونين، حيث جاءت كأول وأهم القضايا المسجلة في المدونات بنسبة (31.7%)، تليها اهتمام المدونين بالقضايا السياسية بنسبة (17.8%)، وهذه النتيجة تخالف الانطباعات العامة لدى المثقفين وبعض المسؤولين في العالم العربي، من أن المواجهات الأمنية مع المعارضين السياسيين المشاركين في التدوين أدت إلى اختزال الفضاء كله إلى مجرد نشاط سياسي ضد الحكومة، وهذا يخالف الواقع، فالتدوين السياسي كان ولا يزال الأعلى صوتاً سواء داخل الفضاء التدويني أو خارجه، ثم القضايا الدينية بنسبة (15.3%)، وهي نسبة قليلة مقارنة بكثرة المواقع الدينية على شبكة الانترنت والفضائيات، فالقضايا العلمية "التكنولوجية" بنسبة (12.8%)، ثم الأدبية (9.9%)، فالعاطفية (8.9%)، وأخيراً الفنية بنسبة (3.9%)، وتعكس هذه النتيجة مستوى الوعي الذي يتمتع به المدونون، فهم يحاولون من خلال مدوناتهم التعبير عن هموم وقضايا الوطن، والتي تأتي في مقدمتها الهموم الاجتماعية ثم السياسية. وأظهرت الدراسة ان أسباب لجوء البعض إلى التدوين تتمثل في قراءة الآخرين لأفكارهم وآرائهم، ثم ليمارسوا حريتهم، وكذلك للتواصل مع الآخرين، كما أن المدونين يستخدمون المدونات لنشر أفكارهم ومشاعرهم، ولإشباع هواياتهم، وأن أهم الموضوعات التي تشغل اهتمامات المدونين هي ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية في بلدانهم، ثم الخواطر والتأملات، والقضايا السياسية، كما أظهرت الدراسة أن (76.7%) من المدونين يعلنون عن هويتهم الحقيقية بذكر أسمائهم الصريحة في مدوناتهم، في حين أن (28.2%) منهم يفضلون الكتابة بأسماء مستعارة. يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد الأميركية أن نصف المدونين في المملكة من النساء، مشيرةً إلى أن نسبة النساء اللاتي يمارسن الكتابة عبر الانترنت في المملكة هي الأعلى مقارنة بالدول العربية الأخرى.