كشفت دراسة أجرتها جامعة هارفارد الأميركية أن نصف المدونين في السعودية من النساء، مشيرة إلى أن نسبة النساء اللاتي يمارسن الكتابة عبر الإنترنت في المملكة هي الأعلى مقارنة بالدول العربية الأخرى. وقالت الدراسة أن المدونات تفسح للنساء السعوديات فضاءً مثاليًا لتقديم الأفكار الخاصة دون تعقيد وربط خيوط التواصل مع الآخرين دون حواجز. وأضافت أن الإنترنت بات متنفسًا بالنسبة لهؤلاء النسوة ومَهربًا من القيود الاجتماعية، وسبيلًا فريدًا لإشباع رغبة التعبير عن الذات. فبعد أن كان دفتر مذكرات الفتاة هو «سري للغاية» تخشى أن يطلع عليه أحد، أصبح اليوم على صفحات الانترنت متاحًا للجميع، هذا التباين الكبير بين الأمس واليوم، هو ما دفعنا لاستطلاع آراء بعض الفتيات والسيدات المدونات عبر الانترنت. فتقول بيان صاحبة مدونة “ذاكرة وطن”: بدأت التدوين في بدايات عام 2006م، حيث عرفتني به أختي بسمة من خلال تصفحها للمدونات الأجنبية وبعض المدونات السعودية باللغة الإنجليزية. فالتدوين وسيلة لكل من يرغب أن يوظفه بأسلوبه الخاص. وقد بدأت التدوين باسم مستعار من أجل مزيد من الحرية في مجتمع لم يتقبل بعد فكرة الكتابة بحرية باسم صريح، وبرأيي أن اختيار الاسم المستعار الآن أصبح نطاقه ضيق وأعتقد أن الكتابة بالاسم الصريح أكثر أمانا وثقة. عالم رحب أما المدونة شعاع المالكي وهي طالبة جامعية في قسم الإعلام، صاحبة مدونة “كما يجب أن يكون” تقول: اخترت لمدونتي هذا الاسم لأنني أبحث عن الشكل المثالي للإعلام الإسلامي كيف يجب أن يكون مع أنني إلى الآن لم أكتب في هذا الموضوع. ولكن أرى أن التدوين عالم رحب وفضاء واسع لتدوين الأفكار والآراء بعيدًا عن مقص الرقابة والاكتفاء بالرقابة الذاتية التي يفرضها الشخص على نفسه، وأتوقع أن له دور كبير في إحداث نقلة نوعية لطبيعة القائم بالاتصال في المستقبل، إذ أنه يتيح الإعلام للجميع. أكاديميات بالمدونات ومن جانبها كشفت الدكتورة بدوية البسيوني أستاذ مساعد بقسم المكتبات والمعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز أنها أنشأت مدونة تقنيات المعلومات لخدمة طالبات قسم علم المعلومات، باعتبار المدونات أداة مهمة للتواصل والتفاعل مع الآخرين والتعبير عن الذات، حيث هدفت من خلال مدونتها إلى تعريف الطالبات بأخبار وتطورات القسم وتشجعهن على التميز في العمل من خلال نشر التكاليف المتميزة بأسمائهن وتقديم روابط في المدونة للعديد من مصادر المعلومات المتاحة على الانترنت. وأوضحت الدكتورة نادية حجازي أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع في جامعة الملك عبدالعزيز أن المدونات تتيح للإنسان التعبير عن الذات، وهي أيضًا وسيلة تساعده للتعبير عن موضوع معين أو قضية ما، وتتيح للآخرين الإطلاع على الموضوع والمشاركة فيه بالآراء والخبرات المختلفة.