يبدأ التخطيط للمستقبل الوظيفي للفرد، إما من عند والديه أو أقاربه أو ممن هم حوله خارج اطار العائلة في النادر ترى خريج ثانوية أو متوسطة يخطط ويبحث ويستقصي من أجل مستقبله الوظيفي.. كما انه من النادر ان تجد للمدرسة دور في ذلك والأندر من ذلك دور الجامعة. يتخرج الطالب سواء من الثانوية أو من المتوسطة منطلقا من مكان إلى مكان دون تفكير مبرر في ماذا يريد بالضبط او في ماهو صالح له «قم شف لك وظيفة» هكذا تبدأ رحلة البحث على غير هدى. هل رأينا بشكل واضح في أي من منشآتنا التعليمية من يذهب اليه الطلاب ليستشيروه في المجالات المناسبة لكل منهم؟ هل يوجد اختبارات او استبيانات تساعد اولئك الطلاب في تحديد توجهاتهم الشخصية والمهنية، مع العلم بانها مكلفة للكثير اذا حضروها في الشركات المتخصصة. عندما تطورت منشآتنا التعليمية أوجدت نظاما تشكر عليه الا وهو نظام «التدريب التعاوني» بين الجامعات والمعاهد وجهات أخرى عامة وخاصة، لم توجد تلك المنشآت أقساماً تساعد طلابها في تحديد قدراتهم توجهاتهم الوظيفية المستقبلية، سيقول أحدهم ان الجامعات الآن تقدم تلك الاختبارات لمن يتقدم اليها في البداية، لكني أقول ان ذلك لم يجدهم نفعا عند تخرجهم او حتى بعد بدايتهم في الدراسة والدليل تغيير الكثير من الطلاب تخصصاتهم بعد البدء في الدراسة بفترة. واذا كان من يقبل في الجامعات والمعاهد يعاني من ذلك، فما بالك بالذي لم يقبل اصلا لا في الجامعة ولا في المعهد. هل نستطيع القول إن الموظفين الذين يعملون في كثير من الشركات والمؤسسات قد سلموا من تغيير اداراتهم او مجالات عملهم؟ بالتأكيد لم يسلموا من ذلك والدليل أن الكثير من المنشآت ينقصها ذلك الشخص الذي وجد ليساهم في توجيه كل إلى ما سخر له.