لم يسبق أحد – على حد علمي – الأمير عبدالله بن مساعد حينما كان رئيسًا للهلال في إعلان الميزانية في الصحف ( إيرادات ومصروفات ) بما فيها (هبات ) أعضاء الشرف، وحينها جن جنون البعض وهلل كثيرون لهذه الشفافية النادرة والمفاجئة.. ولم يسر على دربه أحد. وفي الأصل الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية لا تعلن عن ميزانياتها، وقد نسمع أرقامًا لكن لا نعرف التفاصيل..! أما أصل موضوعي اليوم فكان الاستثناء الذي وافق عليه الأمير نواف بن فيصل بتأجيل تقديم المخالصات المالية للأندية مع لاعبين لهم مستحقات أو رواتب متأخرة..!!! وبالتالي السماح للأندية المخالفة بتسجيل لاعبين في الفترة الثانية مع التأكيد على أنه متى تسلمت الأندية مستحقاتها فعليها أن تبادر بتسليم المتأخرات..!! ولم يمض 24 ساعة إلا وخرج أمين عام اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات بدر السعيد في برنامج (في الثمانيات) موضحًا أن سبب عدم الكشف على لاعبي القدم حتى الآن وبعد انتهاء الدور الأول من دوري "زين" لأسباب مالية تتعلق بالاتحاد السعودي وهيئة دوري المحترفين، في حين يواصلون عملهم في جميع الألعاب ( 23 لعبة)، وزاد بما يؤلم أكثر "المبلغ لا يؤثر على ميزانية اتحاد القدم". وبالنسبة لما يخص اللاعبين المحترفين، سيضطر الكثير منهم للتسول كي يوفروا لقمة العيش لهم ولأسرهم، ولا أستبعد وقوف لاعب في يوم من الأيام أمام المصلين يشكو أحواله! والأمثلة التي نشاهدها ونقرأها كثيرة بما يثبت أن اللاعب يبكي في داخله من القهر والحسرة بين حب هوايته ونار شكواه! وهنا أتمنى من مسؤولي اتحاد الكرة أن يضعوا أنفسهم مكان هؤلاء اللاعبين، ولن أزيد. أما في جانب المنشطات فإن الأمر وللأسف سيشجع البعض على ارتكاب المخالفات، وستكثر التأويلات والشكوك، علمًا أن الاتحاد الدولي يشدد على تطبيق مثل هذه الأنظمة التي تحمي الرياضة والمجتمع. وفي منحى أكثر تأصيلًا لعنوان المقال، الأندية حينما تعلن ميزانياتها عبر الجمعية العمومية (الشكلية) فإن الرئيس الخلف يقبل بديون الرئيس السلف، وهكذا دون نهاية، والضرر موجع في قلوب الغلابة المخلصين من عاملين وبعض المدربين واللاعبين. والأندية مازالت تستجدي بين فترة وأخرى، أعضاء الشرف الذين يتناقصون عامًا عن آخر. ورغم عقود الرعاية التي تتنامى لأندية معينة لم يتغير الحال بل ربما ارتفعت معدلات الديون، حتى أن بعض الأندية تطلب دفعات العام القادم مقدما. وفي هيئة دوري المحترفين كثر الرعاة والشركاء وارتفعت أصوات الألم، وليس الأمل، من جراء الوعود الزائفة في الصرف ورفع مستوى الدعم للأندية، وفي الأصل عدم معرفة أحد بمن فيهم المنتمون للأندية (أصحاب الحق) بمبالغ الرعايات! أزيد بأن اتحاد القدم حرص على تكثير القانونيين، فتوسعت رقعة الاستفهامات، ولذا أختم بسؤال لا أملك إجابته، ربما يتكرم صديق ويساعدني: هل يحصل الشباب الذين هم عصب الحياة الرعاية التي يستحقونها، وكل المختصين والباحثين والأكاديميين والوزارات المعنية يتحدثون بحماس عن فئة الشباب، وأن نسبتهم أكثر من 65 بالمئة، ولا بد من رعايتهم وتلبية احتياجاتهم، أم أن المؤسسة الرياضية عاجزة عن القيام بدورها والتواصل مع قطاعات الدولة المعنية لكي تبلور مسؤولياتها تجاه الشباب والرياضيين؟!