بدايات أحاديث المودة عندنا تبدأ بمطلع هكذا. وكانوا في السابق يقولون: عطنا علومك، إذا استقر بهم المقام. وفي العادة يكون عند القادم "علوم" أو "أخبار". ومن هنا – أعتقد - اقتبست اللغة اسم "وزارة الإعلام" أو "وكالة الأنباء" إبان كان الخبر يحتاج إلى وكالة لنشره. والآن فإن السائل إذا سأل: وش أخبارك، فهو لا يلزمك بسرد كل ما آلت إليه حياتك من أفراح وأتراح مفصلا، وربما اكتفى بجملة "ماشي الحال" ، أو ماشي الحال والحمد لله. والعبارة الأخيرة مُستحدثة أو شبابية ، ولم تكن رائجة في زمن مضى . وفي اللغة الإنجليزية يسترشد الإنجليز بعبارة شائعة هي: ( نو نيوز إز جود نيوز ) No news, is good news - أي : إذا لم يصلك أخبار، فالأخبار على العموم جيدة ، أو حسنة . لأن الأخبار السيئة تركض لتصل ، فما دمت لم تسمع أخبارا فالوضع يوحي أن الأمور تسير على ما يُرام . قال الشاعر المرحوم عبدالله بن دويرج ، ضمن قصيدة طويلة : - إلا من الليالي اقفت تراها كد عَطَتْ بنحور . علوم الرشد رجليّه وعلم السو خيّال ( ي ) . وعندي أن بيتا شعريا كهذا ينافس وزارات الإعلام في الوطن العربي . ويفترض أن تجعل المسئولين في وكالات الأنباء يفكرون مرتين أثنا إعداد نشرة "صرح مصدر مسئول". فالوقت الذي يأخذه إعداد الخبر ثم مراجعته وإقراره وبثه يكون " الخيّال " قد قطع شوطاً واسعاً نحو أذن المتلقي. ثمة نادرة أو طرفة أو طرفة قد تدنينا مما أقصد . فزعموا أن الرئيس أوباما استغرب سرعة انتقال الخبر عند السعوديين فأجابه الخبراء بأن هناك شفرة عندهم تسمى: "وش السالفة؟" فقال: لازم أتنكر وأروح الرياض وبصفة عاجلة وسرية وغير رسمية وأفك الشفرة هذي!! ويوم وصل الرياض وقف عند محطة بنزين وسأل واحداً: "وش السالفة؟" قال: يقولون أوباما بالرياض!!! . وتأتي تلك الصيغ من بلدان أخرى. فإذا قال العراقي للجالس معه : شكو ماكو ؟ فهو يسأل عن أخبار الشأن العام.