دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة أمس إلى الرفق واللين والعطاء والتيسير والصبر والصدق وجملة من المبادئ التي أتى بها الإسلام من تعظيم للحرمات وتقرب إلى الله بالحسنات والبعد عن السيئات, مشيرا إلى أن المسلم معظم عند الله في دمه وماله وعرضه, فمن أحسن إليهم أحسن الله إليه قال صلى الله عليه وسلم: « الراحمون يرحمهم الرحمن», ومن رفق بعباده رفق الله به, ومن شق عليهم شق عليه, ومن أجزل العطاء أعطاه الله وأغدق عليه, ومن رفق بمعسر كافأه الله بتيسير وقوفه في المحشر, ومن كان في حاجة كان الله في حاجته, ومن يسر على معسر يسر الله له في الدنيا والآخرة, ومن عف فرجه عفت نساؤه. وأضاف فضيلته: من ستر مسلما ستر الله عليه, ومن أقال زلة أقال الله عثرته, ومن استغنى عما بأيدي الخلق أغناه الله, ومن صبر نفسه أنزل عليه الصبر وأعانه, ومن كان واصلا لرحمه وصله الله ومن كان قاطعا قطعه الله, ومن شق على العباد شق الله عليه, ومن استهزأ استهزأ الله به, ومن سخر سخر الله منه, ومن أوى إلى الله آواه وكفاه ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا مما تركه, ومن نصر الله بأسباب النصر نصره الله, ومن ضاعف حسنة ضاعفها الله أضعافا كثيرة, ومن علق قلبه بغير الله وكل إليه. وقال فضيلته: من نسي الله نسيه, ومن ظن أنه يخادع الله في أفعاله خادعه باستدراجه, ومن مكر بفعل السيئات مكر الله به من حيث لا يشعر, ومن زاغ أزاغ الله قلبه, ومن عظم عباده المؤمنون عظمه الله ومن أهانهم أهانه الله, ومن ادعى دعوى كاذبة لم يزده الله إلا قلة, ومن فتح على نفسه سؤال الناس فتح الله عليه باب الفقر, ومن أخذ أموال الناس وصدقت نيته في أدائها أدى الله عنه ومن أتلفها أتلفه الله, «من ضار أضر الله به», من تعجل لذة محرمة في الدنيا حرم منها في الآخرة , ومن اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه يوم القيامة بسبع أراضين ومن كان له امرأتان فمال لأحدهما أتى وشقه مائل, والأعمال الصالحة يرى أثرها يوم القيامة فمن مات محرما بعث ملبيا, ومن مات شهيدا بعث ودمه يثعب لونه كلون الدم وريحه ريح المسك, والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة, فوعد الله صدق كما تفعل تجازى, فتزود أيها المسلم من الصالحات وسابق إليها وابتعد عن السيئات وانئا عنها «وما ربك بظلام للعبيد», فمن أقبل على الله أقبل الله عليه ومن أحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر منزلة الله عز وجل عنده ومن طلب لذة العيش بالحرام عاقبه الله بنقيض قصده. وأضاف: خلق الله الخلق لعبادته وأمرهم بالإحسان لخلقه وهو المهيمن على عباده مطلع على أحوالهم وإذا عمل المؤمن صالحا أثابه الله في الآخرة وجازاه في الدنيا, والله عز وجل كريم من عامله بالطاعة زاد له في العطاء والجزاء من جنس العمل فمن أفعال الله في الثواب أنه يجازي بالإحسان فمن صدق الله صدقه « إن تصدق الله يصدقك».