صباح الخير يا صاحبي الذي لا يشبه أحدًا .. قد تتشابه بعض سمات الناس ، لكن التطابق مُحال .. فإذا بدت لي في الناس سمة من سماتك قلت لصاحبها: "يا شبيه صويحبي حسبي عليك كلما ناظرت عينك شفت ذاك".! قلت لك ، إن أمنا الأرض الحبيبة أُنثى .. وأُمنا النخلة أنثى .. وأمنا الحياة أُنثى . نحن مخاضها الموجع .. وتعبها الأثير ، المُبهج والمثير .! هي التي غيّرت قواميس كل اللغات ، فجعلت التعب راحة لها مساحة .. وهي التي حرّكت الوجدان ، وصاغت على اللسان هذا البيان: " تعبنا والتعب راحة .. معاكم يا حبايب ومهما في الهوى ذبنا .. علينا فرض واجب علينا نكرم الزين .. نحطه وسط ذي العين ومن يعشق يضحّي .. وتحلا له المتاعب " ها أنا مرة أخرى أخلط الشعبي بغيره .. فلا تعتب عليّ يا صديقي (اللدود) .. إنما هي (خلطة عطار) .! أنت تعلم يا رعاك الله أن الفلاح والعطار ، والخباز والنجار ، لهم في تراثنا قيمة عظيمة وكريمة ، وحاشا وجدانك أن يضيق بنبض الأرض. إن لم يؤنسك حداء الساري.. وتنعشك فيّات العصاري .. وتطربك مواويل الليالي القمّاري .. فسامحنا .! * * * آخر السطور: من بوح محمد جبر الحربي، " لكِ اللهُ التي في أعيني شمسي وعليائي وإن أدنو فغاياتي جمالٌ من حراك الضوء . وماءٌ من رحيق النّوء . وصبحٌ ما له أوّلْ كصبحكِ يا صباحَ الخير يا أمّي ويا بنتي ويا كلماتيَ الأولى البدائية " .!