فندت باكستان رسمياً نتائج التحقيق الأميركي حول مقتل 24 من جنودها في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي "الناتو" الشهر الماضي، مشيرة الى ان الحادث يجسد مدى الخسائر التي تكبدتها البلاد في إطار تحالفها مع أميركا لمجابهة "الإرهاب والتطرف". وذكرت شبكة "سي ان ان" الأميركية" أن الحكومة الباكستانية قالت في رسالة إلى الكونغرس الأميركي إن قواتها تعرضت للهجوم أثناء تمركزها في نقاط عسكرية حدودية متعارف عليها. وأضافت أن "قيادات "الناتو" علمت، وبعد ال15 دقيقة الأولى من بدء الهجوم، بأن مروحياتها القتالية تطلق النار على جنود باكستانيين.. إلا أن الهجوم استمر لأكثر من ساعة ". وأشارت إلى أن الهجوم هو أحدث مثال لخسائر تكبدتها البلاد جراء انضمامها إلى جانب الولاياتالمتحدة في الحرب على الإرهاب والتطرف، كما أدى بدوره إلى توسيع الفجوة في العلاقات المتوترة أصلا بين واشنطن وإسلام اباد. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نشرت الأسبوع الماضي نتائج تحقيقاتها حول مقتل الجنود الباكستانيين في قصف جوي نفذته مروحيات مقاتلة تابعة للناتو داخل الأراضي الباكستانية في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت. الى ذلك حث رئيس القيادة المركزية الأمريكيةباكستان على تقديم خريطة بمنشآتها قرب الحدود الأفغانية للمساعدة على تجنب حوادث. وقال الجنرال جيمس ماتيس من قوات مشاة البحرية الأمريكية وقائد القيادة المركزية في بيان إن الدرس الرئيسي المستفاد من هذه الغارة هو "أن علينا ان نحسن من التنسيق على الحدود ويتطلب هذا مستوى كبيرا جدا من الثقة من كلا الجانبين على الحدود." ومن ناحية أخرى أوقفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لمدة ستة أسابيع تقريبا الضربات الصاروخية التي تشنها الطائرات بلا طيار في باكستان والتي تستهدف متشددين يعتقد انهم يشنون هجمات عبر الحدود. ويكشف هذا التعليق غير المعلن والذي كانت صحيفة لوس انجليس تايمز أول من تحدث عنه عدة عوامل منها عدم وجود أهداف فورية ذات قيمة كبيرة فيما يبدو. والضربات هي عمليات سرية لا تعلن عنها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وقالت نيويورك تايمز إنها متوقفة منذ 16 نوفمبر تشرين الثاني ووصفتها بأنها أطول فترة توقف منذ عام 2008 . وطلب ماتيس من قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال جون الين اتخاذ خطوات لتجنب "النيران الصديقة" وتقاسم هذه الخطوات مع الجيش الباكستاني "إن أمكن" في إشارة فيما يبدو إلى استمرار التوترات. وكشف موقع القيادة المركزية على الانترنت عن أحدث الخطط الأمريكية لإصلاح الضرر كما نشر تقريرا من 30 صفحة للنتائج العسكرية التي توصلت لها الولاياتالمتحدة بشأن الغارة الجوية التي أثارت غضبا بالغا في باكستان. وأعاق هذا الحادث تعاونا باكستانيا امريكيا غير مستقر أصلا في المعركة التي تقودها واشنطن ضد متشددين يتسللون عبر الحدود الباكستانية لتقويض الحكومة الأفغانية في ظل زعامة الرئيس حامد كرزاي. وأغلقت باكستان الطرق البرية المستخدمة لتزويد القوات الأمريكيةبأفغانستان بالامدادات ردا على الغارة الجوية وأخرجت الولاياتالمتحدة من قاعدة جوية استخدمت في إطلاق الطائرات بلا طيار. ويقول البريجادير جنرال ستيفن كلارك الذي رأس التحقيق إن عملية بين الطرفين كانت تجري ضد متشددين عندما تعرضت قوات حلف شمال الأطلسي لنيران قذائف مورتر ومدافع آلية من جرف على الجانب الباكستاني من الحدود.