يظل الدكتور حافظ المدلج مع محمد النويصر من ابرز الاسماء الادارية التي قدمتها الرياضة السعودية خلال العقد الماضي بداية بعضوية الاتحاد السعودي لكرة القدم ثم لجان الاتحاد الآسيوي وهيئة المحترفين السعودية وقبلها (الاحتراف)، ومع هذا يخرج الزميل العزيز حافظ المدلج بتصريحات صحفية وحوارات تلفزيونية تحرجه وتحرج الهيئة والاتحاد السعودي كان آخرها أول من أمس بعدما انتظر اطلالته الجميع من خلال قناة روتانا مع الزميل تركي العجمة في برنامج (كورة) لتوضيح الكثير من النقاط خصوصا المتعلقة بعوائد الاندية من عقد (زين) والعقود الاخرى التي ابرمتها هيئة المحترفين مع بعض الشركات، ولكنه زاد الامر غموضا ولم يجب على السؤال المهم: "كم المبلغ الذي تستلمه الهيئة من شركة (زين) التي ترعى الدوري السعودي؟، وكم هو نصيب الاندية من هذا العقد؟، على الرغم من منصبه ومؤهله لم يضف دكتورنا العزيز المنتظر منه، وظهر على غير العادة (متضايقا) وضمن مقابلته اعلانه لقدرته وقدرة الهيئة على الشجاعة في المواجهة وليت هذه الشجاعة حضرت معه أول من أمس وكشفت لنا قيمة العقود، ثم يقول إن ليس للاندية نصيب من عقد (زين) والسؤال لماذا تحمل الاندية شعار الشركة وهل ذلك بالمجان؟ وكيف تغرم عند المخالفات ومن اين تدفعها اذا لم يكن لها حصة من العقد؟! وهل هناك من اراد ان يضعه في وجه المدفع وبالتالي احراجه وتغيير وجهة النقد اليه؟ وذهب الى الحديث عن تطوير البنية التحية الذي لم نره حتى الآن بدليل الملاعب التي لا تتوفر بها (اي بنية) تشجع الجماهير على الحضور وتضمن للفرق اقامة مبارياتها داخل ملاعب متكاملة دون اي منغصات مثلما حدث في لقاء الشعلة والهلال في الخرج. ثم يعدد الدكتور العزيز الاعمال والانجازات التي قامت بها الهيئة واشار الى انها انجزت الكراسي والمؤتمرات الصحفية والمكس زون وغيرهم وكأنه يمن على الاندية والاعلاميين بأبسط حقوقهم وتناسى ان هذه الامور لم تكن افكارا مقدمة من الهيئة انما شروط فرضها الاتحاد الاسيوي حتى يتم الانضمام لهيئة المحترفين القارية، والغريب من ذلك لغته الساخرة حينما قال ان الجماهير كانت تجلس على (صبات اسمنتية) والهيئة من جلبت المقاعد على الرغم من انها حق من حقوق المشجع بدليل انها كانت سببا في سحب نصف المقعد، ومن المفترض ان لايصدر ذلك من شخص يحمل مؤهلا اكاديميا نثق فيه ويعتبر انموذجا لمعظم الشباب والقدرات الادارية المؤهلة لشغل مناصب مهمة في الاتحادات الدولية. سؤال آخر لماذا قيمة العقود كبيرة والصرف على الرياضة والاندية تحديدا قليل وحينما يصرح الشخص بانه شجاع فإما ان يكون شجاعا بشكل كامل ويضع النقاط في مكانها او على الاقل يحترم المشاهد ولايظهر وكأنه (حامي حمى الدوري والمتحكم الوحيد فيه؟) الزميل العزيز والدكتور المثالي كان منفعلا وهو يتحدث للعجمة ولم يدرك ان المتلقي يريد الردود الدامغة وليس المواجهة بالكلام ومحاولة ابراز الذات والتأكيد على عدم الانحناء لأي محاولات كما يقول، وكأنه بذلك يؤكد ان الهيئة استعدت الى المواجهة من خلال الاستعراض بالكلمات وليس بالادلة والارقام والاجابات التي ينتظرها المتلقي الذي غابت عنه الحقيقة حتى الآن بل زادت (تشفيرا)! في الثاني من مايو 2011 أكد رئيس مجلس ادارة شركة (زين) الامير حسام بن سعود في تصريح للزميلة الجزيرة ان قيمة عقد رعاية الدوري السعودي 300 مليون ريال مقسمة على ثلاثة اعوام دون ان تحدد الهيئة حصة الاندية من هذا المبلغ، في الوقت الذي أكد المدلج ان الهيئة تستخدمه في تطوير البنية التحتية وعقد الشركة المحاسبية وارسال الطلاب الى الخارج وأوجه أخرى. السؤال المهم الذي يردده الكثير: لماذا لا تريد الهيئة اعلان قيمة العقد، وهل في ذلك سرا؟ اين الوضوح واراحة الاندية والاعلام من التساؤلات واغلاق الابواب امام من يريد ان يشكك ويشوش على عمل هذه الهيئة، ولماذا لم تعرف الاندية قيمة العقود مع ماستر كارد ومايسترو وتويوتا ثم (الشمغ) والغرامات المالية؟ ما هي المشكلة ان يخرج المدير التنفيذي او نائبه الى الوسط الرياضي ويكشف كل شيء ويريح الجميع، هل في ذلك احراج للهيئة؟ فالامر ليس ألغازا وكلمات متقاطعة حتى يصل الحال الى مرحلة غياب الشفافية والتوجس من هذا الامر. يقول أحد الخبثاء ان الكثير من المشاريع التي تتحدث عنها الهيئة من تطوير بنية تحتية ومنها البوابات الالكترونية تم التصريح بها قبل البدء في (مترو دبي) الذي رأى النور مقابل مليارات عدة بينما البوابات وامور اخرى مازالت في خبر كان؟! والاسوأ من ذلك ان هذه الاندية لم تستلم حصتها من قيمة عقد النقل التلفزيوني الذي كان قبل العقد الحالي، واعانة الاحتراف عن العام الماضي الى جانب عقدي ماستر كارد ومايسترو و(زين). في الهيئات الكبيرة كهيئة الاستثمار والمال والمدن الصناعية التي لا تخضع اجراءاتها للبيروقراطية نلمس شفافية في الكثير من اعلان العقود الاستثمارية وهذا شرط اساسي . فلماذا لا تفعل الهيئة ذلك وهي التي يفترض ان تكون اجراءاتها سريعة وشفافة؟ نحن لا نشكك بالذمم ولا يمكن ان نفعل ذلك فالنويصر والمدلج نحسبهما أهلا للنزاهة والبعد عن الشبهات، ولكن إيضاح قنوات الصرف وكم حصص الاندية امر مهم وفيه اسكات للاصوات التي لاتزال تنادي بالشفافية وبعضها يستغل الغموض من اجل الاساءة للهيئة.