في الكثير من قضايانا الرياضية، مثل باقي الجهات الأخرى، نلف وندور حول الحمى ولا نذهب مباشرة للمشكلة، ويتداخل كثيرون من غير ذوي الاختصاص ويستغل الموقف آخرون إلى أن تسجل القضية ضد مجهول حتى وإن تم تشكيل لجنة فإن الضحايا يتكاثرون، وسأقف مع آخر الكوارث التي نشأت من لا شيء وأعني هنا شغب مباراة الشعلة والهلال في الخرج ضمن دور ال 16 لكأس ولي العهد. والمباراة لم يتخللها ما يستحق صيحة مشجع واحد على خطأ ما، وهي في الأصل حسمت منذ سجل الهلال هدفه الأول في الدقيقة الثامنة، لذا يبقى السؤال الذي لن يجد إجابة: ماالذي دعا الصبية للعبث بالملعب وتحويل المباراة إلى لهو أطفال؟! أعود لما قبل اللقاء، فالتصريحات متضاربة حول عدد التذاكر المطبوعة والمباعة والموزعة، ولو تقصيت لن تصل إلى نتيجة محددة، عدا معلومة سعة الملعب الجماهيرية التي لا تتجاوز الثلاثة آلاف! ويقفز داخل عقلي تصريح أحد مسؤولي الشعلة بأنهم اضطروا لفتح منافذ بيع التذاكر الساعة العاشرة صباحا ونفدت في ساعة واحدة بينما كان مقررا أن تباع الخامسة عصرا! وتسمع هذا المسؤول أو غيره يعلن أنهم استشعروا الخطر أمم منافذ بيع التذاكر فاستنجدوا بمكتب رعاية الشباب بالخرج لأخذ الحيطة والتنسيق مع الجهات الأمنية ولكن ما من مستجيب!! وفي النهاية يحضر (أطفال) لم يحصلوا على تذاكر ويقفزون الأسوار ويسرحون ويمرحون ويوقفون المباراة ويصيبون كل من في أرض الميدان بالذعر من جراء قذف ما في متناولهم، صخرة كبيرة بالكاد يحملها بطل رمي الجلة وترمى عشوائيا في الملعب، كرة حديدية ربما تقتل من تصيبه، قوارير مياه، علب منوعة، ومن لم يجد أي من تلك الأدوات رمى حذاءه - أعزكم الله - أو عقاله وربما شماغه أو ثوبه!! منظر مخجل ومخز وفضائح في المظهر والفكر، وهؤلاء بشتى أصنافهم لا يختلفون عن بعض من أوكلت لهم مهام العمل والتنظيم والمراقبة في رياضتنا، وصرنا في صدام مع أطفال في العمر والفكر، جميعهم يعبثون بمقدرات البلد فقد أمنوا العقوبة والمراقبة والمحاسبة!! أما ما يخص الحلول فإن ما حدث حبة في سبحة تنفرط تدريجيا حتى وصلنا إلى شغب بمعناه الحقيقي يؤكد مدى الاستهتار بالمنظمة الرياضية، والحمد لله أنه لم يواكب ذلك موتى وإصابات خطرة، وهذا ما نخشاه في فرصة أخرى، والحل ليس سهلا ولا صعبا، فالحل الأسرع إعلان عقوبات رادعة تبدأ بالتشهير بأسمائهم في وسائل الإعلام وتصل إلى الجلد في الملعب وفي مباراة جماهيرية، حتى وإن كنت شخصيا أراه مؤذيا، لكن التخويف والترهيب مدعاة للردع بعد تجريب عقوبة السجن والجلد المخفف دون جدوى. خطوة مماثلة تتعلق بأهمية تكثيف رجال الأمن في المباريات. أيضا لابد من المسارعة في حل (هندسي/ بنائي) بإصلاح الملاعب وعدم اللعب في بعضها والبدء في خطة بناء ملاعب مناسبة. وعلى صعيد أوسع، أقترح فتح باب التطوع والاستفادة من البطالة التي يعانيها المجتمع وبالتأكيد سنحصل على شباب كثر يمنون النفس بالعمل، وهذا يتيح انتقاء المفيدين في عدة جهات ومواقع، وربما تصل المؤسسة الرياضية إلى كم كبير من الشباب القادر على سد النقص أمنيا وفي بعض اللجان والمرافق الحيوية.