باح قلبي من السد مكنونه واضح الشيب ودي تحنونه ومن الزاج صبغٍ فلا وا سفا بالصبا بالقضا حيل من دونه حط بالرجل قيد وبالركبتين كل يومٍ بدهنن يعجنونه والظهر قاسياً ان تمجلس معا معشرٍ في قيامه يعينونه والعصا ثالثٍ للمواطي بها يقتدي من بدا الثقل بعيونه صاح فيما مضى ثم رز الجموع والعوارض بها كيف تخفونه مبتدا الشيب عيبٍ يجي بالعضا جملة البيض عمدٍ يحقرونه رافض القدر لو كان قدره رفيع بالرضا والغضب ما يدارونه يفرسونه جميعٍ وقدرٍ وضيع يحسب انه على الحال وفنونه ما درا ان المدارات لجل القماش ترب كفه له الموت يهينونه في مشيبه رخيصٍ وعقله نقيص مثل شنٍ على الجال يرمونه يشتهون العوض به صبيٍ مرير امردٍ يقطع القيد بقيونه لو بقا انه شرودٍ سوات القعود فالعذارا على العود يغلونه يدرع المال شلعٍ وملع ٍ جهار والعلايق بما جاز مرهونه تجرته تلعب البيض بكفافها وجثته في ثرا القبر مدفونه يا ابن دواس وا حلو عصر الشباب يوم حنا في مشاهيه وزمونه كم بها يا ابن دواس نلت المراد من كعابٍ من البيض مزيونه طيبها العود والمسك ريحٍ لها يا ابن دواس بالبيت مصيونه وا حلو عصرنا ذاك يا ليتنا ناجده بالمسامه يسومونه عند عبد الله الشيخ جزل النوال مفخرٍ بالعلا ما يساوونه وادعي الطرق بيني وبينه جهار والوهد دوننا ما يخربونه نحمد الله بنا من خصال المسيح خصلة يفهم الرمز مضمونه عارفٍ بغوتي في زمان المشيب ليت عصر الصبا كان يثنونه ثم صلوا على سيد المرسلين ما حدا حادي العيس بلحونه الشاعر: هو جبر بن جبر بن سيار بن حزمي من بني خالد من أهل بلدة القصب ويكنى بأبي شتوي بدلالة قول رميزان: فعمهم التسليم مني وخص لي أبا شتوي ملفى نبا كل حاذق عاش شاعرنا في القرن الحادي عشر الهجري وقد حفظت المصادر المخطوطة والمجاميع الشعرية كثيراً من قصائده ومراسلاته مع بعض شعراء عصره وخاصة مع ابن أخته الشاعر رميزان التميمي،كما أن هناك مخطوط من عدة ورقات في أنساب الأسر تنسب لجبر بن سيار وهي من أقدم المخطوطات في موضوعها،وقد جاء عند ابن بسام أن وفاة جبر بن سيار كانت في عام 1085ه. دراسة النص: بدأ الشاعر قصيدته متمنياً على من حوله أن يضعوا الحناء على شعره الأشيب بل ويصبغونه بالحبر الأسود(الزاج)متحسراً على عصر الصبا الذي حال دونه كبر السن حيث يشتكي من ثقل الحركة وكأن في قدميه قيداً وشعوره بالألم المستمر في الركبتين والذي يحاول أن يخففه بعجن الأدوية ودهنها عليها يومياً،كما أن ظهره صار قاسياً حيث لا يستطيع النهوض من مجلسه إلا بمساعدة الآخرين،كما أنه يستخدم العصا ويهتدي بها في طريقه بعد أن تهدلت أجفانه مؤكدا أن الشيب جاء إليه منتقماً منه بعد أن أخفاه في عوارضه ليحل في الأعضاء ويعيبها وهذا ما لا ليس بمقدرته إخفائه وهي علامات لا ترغبها النساء في الرجال،فمعاملتهن لكبير السن تتغير فلا يكون عندهن ذلك الرجل الذي يرغبن في قربه أو يراعين مشاعره بل إنهن سيلقين به كما يلقى الجلد البالي على قارعة الطريق وسيبحثن عن شاب نشيط وإن كان جباناً أجفل من صغار الإبل: يشتهون العوض به صبيٍ مرير امردٍ يقطع القيد بقيونه لو بقا انه شرودٍ سوات القعود فالعذارا على العود يغلونه فهن يفضلنه على كبير السن ويبحثن عن رضاه والتودد إليه وينفقن عليه الأموال التي يرثنهن عن أزواجهن عندما يوارون الثرى.ثم يوجه الشاعر خطابه إلى (ابن دواس)ممتدحاً عصر الصبا وكيف أنه كان يحقق ما يريده ويظفر بكل فتاة عفيفة وجميلة تتخذ دهن العود طيباً لها ولجسدها رائحة المسك متمنياً أن يجلب عصره الماضي فيشتريه ويكون بجوار من سماه(عبد الله) ويصفه بالشيخ الكريم كثير العطاء ثم يلمح إلى أنه يريد أن يجدد شبابه وأن يسعى الشيخ عبد الله في تزويجه بفتاة جميلة من بلد الشيخ عبد الله: نحمد الله بنا من خصال المسيح خصلةٍ يفهم الرمز مضمونه عارفٍ بغوتي في زمان المشيب ليت عصر الصبا كان يثنونه