لقد من الله عز وجل على أمة الإسلام بنعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسانٍ عربي مبين , فكلما تمسكنا بهدية في جميع شؤوننا كانت لنا العزةُ والمنعة وكلما بعدنا عنه أصابنا الذل والتفرق . ومن نعمة اللَه تعالى علينا أننا نعيش في دولة مباركة تطبق أحكام الشريعة منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ومن بعده أبناؤه البررة الميامين سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله حيث اتخذت من كتاب الله العزيز وسنة نبيه المصطفى دستوراً يحكم جميع مناحي الحياة فيها . وامتداداً لهذا النهج القويم يأتي عهد خادمِ الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز , فقد اعتنت المملكة العربية السعودية بالقرآنِ الكريم تلاوةً وحفظاً وتجويداً وتفسيراً ، وتبذل الجهود الكبيرة في خدمته ودعمه حيث يحظى القرآن الكريم وحفظته بالدعم اللا محدود , وتلقى المساجد وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والمدارس والجمعيات العناية والرعاية ، كما يجد أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته جل العناية والاهتمام والدعم والرعاية من قبل الدولة. وتعد مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره ، التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله ، تعد أساساً متيناً نحو الاهتمام بالقرآن الكريم وحفظه وتدريسه، وكذلك السنة النبوية وتهدف إلى إبراز اهتمام المملكة العربية السعودية بكتاب الله الكريم، والعناية بحفظه وتجويده وتفسيره ، وتشجيع أبناء المسلمين على الإقبال على كتاب الله حفظاً وأداءً وتدبراً، وإذكاء روح المنافسة الشريفة بين حفاظ كتاب الله ، والإسهام في ربط الأمة بالقرآن الكريم مصدر عزها في الدنيا وسعادتها في الآخرة ،وإبراز الجهود المبذولة لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية . وقد أصبحت هذه المسابقة من المناسبات الدولية العظيمة التي تحظى بمتابعة وسائل الإعلام والمهتمين بكتاب الله في مختلف بلاد المسلمين، بل أصبحت من أعظم الأعمال الإسلامية التي تعنى بنشء وشباب الأمة الإسلامية، وحققت منذ انطلاقتها قبل أكثر من ثلاثين عاماً ، نتائج عظيمة على المستويين المحلي والعالمي. وتستمد هذه المسابقة أهميتها من أنها تحمل اسم مؤسس وموحد المملكة وباني نهضتها، وتحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله كما أنها تنظم في أطهر بقاع الأرض وأقدسها ألا هي مكةالمكرمة . ختاماً أسال الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده خير الجزاء على ما يقدمونه لهذه المسابقة المباركة من دعم مادي واهتمام معنوي ومتابعة لمسيرتها المباركة، وما تحظى به من عناية خاصة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي لم يأل جهداً في كل ما من شأنه الرقي بمستواها ، وتطويرها ودعمها . كما أسأله تبارك وتعالى أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا من كل سوء ومكروه ، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان، إنه سميع مجيب . * مدير جامعة شقراء