يدرك المتتبع لمسيرة مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره والتي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على مدى 32عاماً مضت عناية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وما توليه من اهتمام بالقرآن الكريم وحرصها على دعم المسابقات القرآنية الداخلية والخارجية ما جعل للمملكة العربية السعودية الريادة في نشر هدي القرآن الكريم والتآخي والمحبة بين الناشئة من شتى دول العالم الإسلامي حيث جمعهم التنافس على أعظم مشروع يستحق المثابرة والعزم وقد قال الله تعالى: «وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ» . وتشهد مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم عاماً تلو الآخر تزايداً في أعداد المشاركين من كافة بقاع العالم بمختلف أجناسهم ولغاتهم وألوانهم في ظل الرعاية الأبوية الكريمة والمتابعة الدورية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله – محققة بذلك الهدف من إقامتها والمتمثل بالاهتمام بكتاب الله الكريم والعناية بحفظه وتجويده وتفسيره، وتشجيع أبناء المسلمين من شباب وناشئة على الإقبال على كتاب الله حفظاً وعناية وتدبراً، وربط الأمة بكتاب الله حيث أنه سبب عزها في الدنيا وسعادتها في الآخرة، ونور وهداية للناس أجمعين كما قال صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) . إن هذه المسابقة المباركة والتي تنعقد هذا العام بدورتها الثالثة والثلاثين لدليل ناصع وبرهان واضح على مدى إدراك حكومتنا الرشيدة لمكانة القرآن الكريم العظيمة ، ويؤكد ذلك ويدل عليه ما تشهده كل عام من إقبال عظيم من المتسابقين من شتى أنحاء العالم، وتخريجها لأجيال من الناشئة يحفظون آيات كتاب الله وتخريج أجيال صالحة همها كتاب الله حفظاً وتدبراً وفهماً وعملاً . فالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع حفظهم الله على مايولونه من أهمية بالغة وعناية كبيرة بالقرآن الكريم ونشره في حياة الأمة الإسلامية وغرسه بنفوس أبنائها جعل الله ذلك في موازين حسناتهم . والشكر موصول لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ولكافة العاملين في إعداد وتنظيم وإقامة هذه المسابقة العظيمة. *مدير جامعة طيبة