كشفت صحيفة "اندبندانت" أمس أن بريطانيا تخطط لتعميق تدخلها في الصومال في العام الجديد، بعد أن تحولت إلى أرضية للعنف وعدم الاستقرار. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وصف الصومال بأنها "دولة فاشلة تهدد بصورة مباشرة المصالح البريطانية"، وسيعقد قمة في لندن في شباط/فبراير المقبل لجمع البلدان الناشطة حالياً في منطقة القرن الأفريقي، من المتوقع أن يتم خلالها اتخاذ قرارات رئيسية تتراوح بين المعونة الإنسانية والبعثات العسكرية. وأضافت أن قرار كاميرون التعامل مع الصومال اعتبره البعض ناجماً عن نجاح المهمة الليبية، بعد أن أبدى قلقه من تعرض السياح وعمال الإغاثة البريطانيين للهجوم والاختطاف، وتنامي أعمال القرصنة، واحتمال أن يتحول البلد إلى أرضية لتلقين التطرف لأعداد متزايدة من الشبان المسلمين من المملكة المتحدة. وكان مدير جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم آي 5) جوناثان إيفانز حذّر من أن الصومال أصبحت الوجهة المقبلة بعد باكستان لتدريب الإرهابيين بسبب وجود حركة الشباب المتطرفة والتي تقيم صلات مع تنظيم "القاعدة". وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا مرتبطة أيضاً بالقرصنة في المحيط الهندي، حيث زُعم أن أعضاء من الشتات الصومالي المقيمين على أراضيها متورطون في عمليات القرصنة والتي تدر 12 مليار دولار في العام من وراء اختطاف السفن. ونسبت إلى روبرت إمرسون المحلل السياسي المتخصص في الأزمات الأفريقية قوله "إن كاميرون اكتسب مذاقاً للمغامرات الخارجية، وصحيح أن ما يجري في الصومال يهمنا ويدفعنا لأن نكون حذرين من التهديد الإرهابي، ولكن ليس إلى درجة التدخل". وأضاف إمرسون "بالطبع هناك جنود على أرض الواقع في الصومال، لكن البريطانيين والأميركيين يمولون قوة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال (أميسوم)، والتي يعتبرها بعض الصوماليين عدواً، ولذلك سيكون الناس حذرين من أي شكل من أشكال التدخل".