كيف أصبح هناك خوف مرضي من الإسلام من بعد أن كانت المؤشرات أغلبها تشير إلى قبول التعايش مع الإسلام والمسلمين حوارا وتواصلا، كيف جعلنا الآخر ينظر إلينا بريبة واتهام؟ كيف ضاعت جهود من الدعوة والتواصل قبل أحداث 11 سبتمبر التي أعادتنا إلى خطابات الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش والعصبيات العرقية، كيف خسرنا بعض الأصوات المدافعة عنا ديناً وثقافة وحضارة في الخطاب الغربي، إن من تتبع في حقبة الثمانينات وقت انطلاق المشروع الرائد «المملكة بين الأمس واليوم»، وما صاحب هذا المشروع من تغطيات غربية سيشعر أن المملكة بذلت دورا مهما في التعريف بالإسلام وحضارته وتسامحه وقيمه الإنسانية العليا. من خلال هذا المشروع نحن في هذا الوقت نحتاج الى مشاريع شبيهة بمشروع «المملكة بين الأمس واليوم» مشاريع تعرف بالحضارة الإسلامية وروح الإسلام المتسامح، يجب أن يعمم الخطاب الذي يفرق بين الإسلام كدين سماوي متسامح وعقلاني وإنساني وممارسات بعض المسلمين البعيدة عن روح الإسلام ومقاصد شريعته السمحة. إن من أكبر المصائب ألا يعرف الآخر عن الإسلام سوى جلد شارب الخمر، ورجم الزاني، وقطع يد السارق، يجب أن نعرف بإسلام أشمل من ذلك، إسلام يدعو إلى العدل والحق والمساواة ، لاشك أن هناك دوائر غربية منتفعة من حالة الإسلاموفوبيا (الخوف المرضي من الإسلام) وتعمل على ترسيخها وتنميتها لأسباب تعصبية، حقيقة أنا أتفهم بعض المواقف المتشنجة المرتبطة بحدث عنيف قامت به مجموعة راديكالية باسم الإسلام، ولكن يجب ألا يعمم السخط بحيث يشمل الكل، الصالح والطالح المذنب والبريء، إن جميع حوادث العنف المؤسفة التي ارتكبها بعض المسلمين الراديكاليين لم تكن أبدا في مصلحة الإسلام والمسلمين، بل تسببت بمصائب كارثية على الإسلام والمسلمين، وهنا قد يكون للإعلام الغربي دور في تأجيج نار الكراهية ضد الإسلام عموما، ولكن يبقى السبب الرئيس هو المسلمون أنفسهم، فنحن ليس لنا حضور إعلامي يصحح الصورة النمطية المرسومة للإسلام والمسلمين، وليست لنا مبادرات تذكر على صعيد الخدمات الإنسانية الشاملة لجميع الطوائف والبقاع، فمثل هذه المبادرات الإغاثية الشمولية مهمة للوصول للآخر سواء كان مسلما أو غير ذلك، فالإسلام أشمل من أن نحصر دوره في إغاثة المسلمين فقط فهذا الدين أممي إنساني عام يشمل في إنسانيته الجميع.