أشاد المهندس محمد يوسف هاجر أمين عام المنظمة الإسلامية بأميركا اللاتينية والكاريبي وممثل رابطة العالم الاسلامى بأميركا اللاتينية بجهود المملكة فى خدمة الدعوة الى الإسلام الصحيح ودورها فى تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين في الثقافة الغربية. وقال في حديث ل "الرياض"على هامش زيارته الأخيرة للقاهرة: ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاريخية للحوار بين الأديان والحضارات تبنت خطط وأفكار وتوصيات للقضاء على التوتر فى العلاقات بين أتباع الديانات والحضارات المختلفة ونشر ثقافة التسامح والتعايش الآمن بين الشعوب. وارجع تفشي ظاهرة ما يسمى (الإسلاموفوبيا) أي الخوف من الإسلام في الغرب إلى الجهل بالإسلام، والصورة الذهنية المغلوطة التى تتمثل فى الخلط بين تعاليم الإسلام الصحيح والسلوكيات الخاطئة لبعض المسلمين، وتحميل الإسلام مسؤولية هذا السلوك غير السوي. كما أشار هاجر الى أهمية تكثيف الحوار بين الأديان والحضارات وتبنى مؤسسات الدعوة في العالم الإسلامي خططا لتجديد الخطاب الديني للتعريف بالإسلام الصحيح الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال. كما تطرق المهندس هاجر إلى العديد من القضايا المثارة على الساحتين الإسلامية والدولية، وفيما يلي تفاصيل الحديث: * كيف تنظرون الى جهود المملكة فى خدمة الإسلام والمسلمين؟ - اولا يسعدنى أن أرفع باسم المنظمات، والاتحادات، والجمعيات، والمراكز الإسلامية فى أمريكا اللاتينية، وباسم الجالية المسلمة - أصدق عبارات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما يبذله من جهود مخلصة لحماية الهوية الحضارية للأقليات المسلمة فى العالم، والاهتمام بها، والاستجابة لطلباتها وكذلك جهوده فى خدمة الإسلام والمسلمين ومد يد العون للمحتاجين. لا شك ان الجهود التى تبذلها المملكة فى خدمة الدعوة إلى صحيح الإسلام ودورها فى تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين في الثقافة الغربية هى محل تقدير كل المسلمين فى العالم فضلا عن المبادرة التاريخية التى أطلقها خادم الحرمين للحوار بين الأديان والحضارات، والتى تبنت خطط وأفكار وتوصيات كفيلة بالقضاء على التوتر فى العلاقات بين أتباع الديانات والحضارات المختلفة، ونشر ثقافة التسامح والتعايش الآمن بين الشعوب ونبذ التعصب والكراهية واحترام التعددية الدينية والثقافية. * هل هناك مطالب معينة للأقليات الإسلامية في أمريكا اللاتينية، وهل يعاني المسلمون هناك تداعيات انتشار ظاهرة الاسلاموفوبيا كما هو الحال فى الغرب؟ - اولا الأقليات الإسلامية فى أمريكا اللاتينية تعد أفضل حالا من غيرها ولم تعان تداعيات وآثار ظاهرة الخوف من الإسلام كما يحدث فى الغرب لكن يجب على المنظمات والمؤسسات الإسلامية العالمية الحكومية وغير الحكومية الاهتمام بهذه الأقليات، وتأصيل سبل التعاون معها، وعدها وسيطا أو جسرا لترسيخ القيم الإسلامية، فعن طريقها تتهيأ الأرضية المناسبة لحوار هادف بناء، مبنى على الاحترام المتبادل، والكلمة الطيبة، وبأسلوب حضارى يخدم الإنسانية، ويشجع على التفاهم الفكري والثقافي فى العالم؛ لأنه كما اكدت مبادرة خادم الحرمين للحوار بين الأديان والحضارات ان الأديان والثقافات الحضارية تدعو إلى المحبة والإخاء والسلام والتفاهم والتسامح، وإن الحوار المبنى على هذه الأسس حتما سيؤدى إلى تقريب الإنسان من أخيه الإنسان، ويقضى على العنصرية، ويحترم الثقافات المتعددة، والهوية الحضارية لكل الشعوب، ويحقق النتائج المرجوة. فالإسلام ينظر إلى وجود الأديان الأخرى والثقافات والحضارات المتعددة بأنها حكمة الله فى خلقه، وهو أمر ليس بوسع مخلوق تبديله أو تغييره، لقول الله تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) فهذه إرادته، كما أن اختلاف اللغات والأجناس والألوان من آيات الله تعالى الدالة على حكمته وقدرته.إن لغة الحوار والتبادل الفكرى والثقافى أقوى من أى تبادل آخر؛ لأنه مبنى على القيم والاحترام؛ لهذا يجب أن نتسلح بالحوار السليم المنطقى المبنى على أسس، وأن ننبذ كل غلو وتطرف حتى يعم السلام والعدل والإخاء. * كيف يمكن مواجهة ظاهرة الخوف من الاسلام فى الغرب؟ - لابد من تفعيل دور مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان والحضارات وتبني مؤسسات الدعوة في العالم الإسلامي خططا لتفعيل هذه المبادرة العالمية إضافة الى تبنى جديد للخطاب الديني للتعريف بالإسلام الصحيح، الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال، وينبذ الإرهاب والتطرف، ويدعو إلى الإخاء الإنساني والرحمة والتسامح، والى التقدم والبناء، فضلا عن أهمية ضرورة قيام مؤسسات الدعوة الإسلامية باستحداث آليات جديدة للنهوض بالدعوة في عصر العولمة لمواجهة التحديات التي تستهدف تشويه صورة الإسلام والنيل منه.