ولد دومينيك دوفيلبان رئيس الوزراء الفرنسي الجديد في الرابع عشر من شهر نوفمبر عام 1953 بالرباط ودرس في باريس في المدرسة الوطنية للادارة التي يتخرج منها عادة كبار موظفي الدولة الفرنسية العاملين اساسا في القطاع العام. وبعد أن تقلد بعض المناصب في الدواوين الفرنسية شغل منصب أمين عام قصر الايلزيه من سنة 1995 الى عام الفين واثنين أي طوال الفترة الرئاسية الأولى التي قضاها جاك شيراك على رأس الدولة. وقد بدأ الرجل يشد انتباه وسائل الإعلام اليه عام 1997 أي ذلك العام الذي أقدم فيه الرئيس جاك شيراك على حل البرلمان ودعا لاجراء انتخابات تشريعية مبكرة انتهت بفوز اليسار بدل ان تمدد الى اليمين وكان خصومه من احزاب اليمين التقليدي يقولون إنه صاحب فكرة اجراء مثل هذه الانتخابات. وإذا كان دومينيك دوفيلبان قد عمل قبل ذلك في فنزويلا والولايات المتحدةالأمريكية كدبلوماسي فإنه أصبح معروفاً لا في فرنسا فحسب بل في العالم أجمع عام الفين وثلاثة بعد الخطاب الشهير الذي القاه من على منبر مجلس الأمن الدولي واعترض فيه على التدخل العسكري الأمريكي في العراق قبيل حصوله وأصبح الرجل يحظى في بلاده وفي العالم بشعبية كبيرة من وراء هذا الخطاب الذي القاه كوزير لخارجية بلاده. وفي شهر مارس عام الفين واربعة عيّن وزيراً للداخلية خلفا لنيكولا سركوزي الذي كان منافسه الأساسي لتولي منصب رئيس الوزراء. وبقدر ما نجح دوفيلبان على رأس الدبلوماسية بقدر ما ظل في الخفاء وهو وزير للداخلية بالرغم من ان الاجراءات التي اتخذها في منصبه السابق كانت احيانا اشد قسوة من تلك التي اتخذها من قبله سركوزي. وإذا كان خصومه يأخذون عليه عدم تجربته كسياسي منتخب فإن جاك شيراك يرى فيه افضل شخصية من شخصيات اليمين التقليدي قادرة على البقاء وفية له وحريصة على مساعدته على ترشيح نفسه من جديد لولاية رئاسية ثالثة. ويدرك شيراك ان دوفيلبان لا يستطيع أن ينجح في عمله كرئيس للوزراء دون أخذ مطالب نيكولا سركوزي رئيس الحزب الرئاسي او على الأقل أهمها بعين الاعتبار.ولذلك فإن هنالك اليوم خطة سيكون سركوزي بموجبها شخصية اساسية في كل شاردة وواردة في ما يتعلق بمستقبل اليمين التقليدي. وصحيح ان جاك شيراك لم يجد افضل من دومينيك دوفيلبان لتعيينه رئيسا للوزراء في الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد اليوم بعد ان رفض الفرنسيون يوم الاحد الماضي مشروع الدستور الاوروبي. ولابد من الاشارة اخيرا الى ان دومينيك دوفيلبان مولع بالكتابة وقرض الشعر وقد عربت دار توبقال المغربية احد دواوينه.