يؤلمنا ويحزننا كمواطنين مشاهدة الفراغ المروري في شوارعنا، لكن ما يدمي قلوبنا ويدمع عيوننا رؤية الحوادث المرورية في شوارعنا، والضحايا من الناس بعد أن هجرمعظمها المرور وهو المسؤول الأول عن سلامتنا وحمايتنا من حوادث المرور وكأنه لا يدرك أن الوقاية خير من العلاج. يبدو أنه اكتفى بكاميرات ساهر والمرور السري والوقوف عند مداخل الطرق والإشارات بأنواره الصارخة التي تثبت حضوره، والممنوع استعمالها إلا وقت الأخطار. هنا نتساءل أين رجال المرور بعد عقود من الزمن وبعد إهدار حياة الكثير من الناس وكثرة المصابين في المستشفيات وارتفاع عدد المعاقين؟ كم اشتقنا لرؤيتك أيها المرور قبل كل حادث كم اشتقنا لانجازاتك بإنقاذ حياة المواطن والمقيم بقوة النظام برصد ومعاقبة المخالف لمنع وقوع الحوادث. فإذا ما كان عمل الطبيب الجراح عظيما عندما ينقذ حياة إنسان فإن عمل المرور أعظم لأنه يحمي الإنسان من عمل هذا الجراح. فبصرخة الطفل الذي فقد أمه والأب الذي فقد ابنه والأسرة التي فقدت من يعولها ويرعاها، احمونا أيها المرور لا أعذار بعد اليوم سنقبلها لا خطط سننتظرها لا تأهيل مروري سنتطلع إليه، نريد خطة طوارئ الآن قبل فوات الأوان حياة أفرادنا في خطر من حوادث المرور. لن نسامحك أيها المرور بعد اليوم إنها كارثة السائقين المتهورين المخالفين الذين يستهزؤون بكم أيها المرور ويستفزوننا كل يوم في شوارعنا ويعرضون حياتنا للخطر بسرعتهم الطائشة على طرق الطوارئ الجانبية وعند تجاوزهم السيارات الأخرى دون إعطاء الإشارة عند سرعتهم بعد تجاوزهم كمرات ساهر وعند إيقاف سيارتهم في منعطفات الشوارع وفي مناطق ممنوع الوقوف لأنكم أيها المرور غائبون وفي بعض الأحيان متفرجون لا تحركون ساكنا، نعم إنكم لا تؤدون عملكم أو إنكم عاجزون ترون المخالفين وتتجاهلونهم. رحمة الله عليك يا ابني الصغير ورحمة الله عليك يا أمي الحنون ورحمة الله عليك يا أختي أم منصور وخالد وعبير إنهم ضحايا غياب رجال المرور لا تقولوا لنا شوارعنا غير مهيأة، ولا تقولوا لنا أنه السائق المجنون، كفى انه غيابك أيها المرور، وغياب الحزم وتطبيق الأنظمة والقوانين، لو ألقيت بقبضه من حديد على المسرع والمخالف للتعليمات أيها المرور لما كان فيه ضحايا ومصابون. يفتخر مدير المرور بزيادة كوادره بنسبة 100% في العشر السنوات الأخيرة لكنه يصطدم بسرعة بارتفاع عدد الحوادث (544,179 حادثا) وضعف الأداء مع ارتفاع المصابين (39,160 مصابا) ويلتزم الصمت مع ارتفاع عدد المتوفين (7,153 متوفى) يلومها على زيادة المركبات ( 9.4 ملايين مركبة) والطاقة الاستيعابية للطرق وازدحامها ولكن مدينة لوس أنجلس أكثر ازدحاما وأقل حوادث ووفيات لأن مرورها لا يغيب عن شوارعها ويحرص على حماية مواطنيه وإذا أهمل زج به في محكمة القضاء. علينا أن نتعلم من مرور مدينة لوس أنجلس ملتقى الطرق السريعة وسكانها 3.8 ملايين نسمه يعيشون على مساحة 1290 مترا مربعا ويشرف على مرورها أكثر من 10 آلاف رجل مرور أو 8 رجال مرور لكل مترا مربع، مما قلص من حوادثها إلى 44.3 ألف حادث في 2009 و227 وفاة مرورية. أيها المرور الحاضر الغائب عن شوارعنا وطرقنا، كل ما نحتاجه على الفور سيارات تحمل كاميرات لإثبات المخالفة ومحاكم مرورية وتوظيف سعوديين رواتبهم يدفعها المخالفون لينتشروا بكثافة في كل شارع وطريق داخل الأحياء وخارج المدن ونقول لكم مشكورين.