ومدارسنا شكلاً وموضوعاً مهيأة لأن تحترق، وينجم عن الحريق إصابات ووفيات، فشكلاً؛ النوافذ إما عالية وضيقة ولا تسمح بمرور جسم، وإما مغطاة بشبك من الحديد، أما مخارج الطوارئ فهي غير موجودة، وإذا وجدت فإن أبوابها مقفلة بالسلاسل، أي أنها سجن أو أسوأ من السجن، وفي حالة الحريق تتحول إلى فرن مقفول.. وموضوعاً؛ تحدث في كل حريق حالة هلع وذعر فتتدافع الأجسام وتصطدم ببعضها البعض وينسد الطريق إلى منافذ المدرسة إن وجدت، والحوادث التي تحدث من الهلع أكثر من الحوادث التي تحدث من الحريق، وقد تكون هناك خطة إخلاء ولكنها لا تنفذ لأنه لم يتم التدريب عليها، وقد حدثت عدة حرائق أو مجرد ماس كهربائي بعد حريق مدرسة براعم جدة، وفي جميعها كانت هناك حالات من الهلع، أي أن حريق مدرسة براعم جدة لم يحفز المسؤولين على تدريب الطالبات على خطة الإخلاء والتدريب عليها، وآخر حريق حدث عندما احترق العداد الكهربائي في مجمع مدرسة مركز خصيبة، فتدافعت 500 طالبة في وقت واحد، وتعالت الأصوات واندفعت الطالبات إلى الخارج بدون عباءات، وهذا كله من احتراق عداد كهربائي وليس من حريق حقيقي، أما اللواتي حاولن أن يخرجن من أبواب الطوارئ فقد وجدنها مقفلة بالسلاسل، وهذا ليس أول حادث في هذا المجمع إذ سبق أن احترق جهاز تكييف وعطب في أسلاك التوصيلات، وكان قمينا بهذا الحادث أن يدفع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم أن يسارعوا إلى صيانة المبنى وتدريب الطالبات على الإخلاء المنتظم، ولكن هذا لم يحدث فمتى نتعلم من أخطائنا وإهمالنا؟