اغسل يديك قبل الأكل وبعده اعتاد البشر الحرص على غسل الوجه عند الاستيقاظ. وجعلته الشريعة الإسلامية من واجبات إقامة الصلاة إذا لم يكن في الماء ندرة ، يعني - مع غيره من شروط الوضوء - خمس مرات في اليوم. هل لاحظتم أن الغربيين من غير المسلمين يغسلون وجوههم قبل الذهاب إلى العمل أو إلى مقابلة مهمة، حتى ولو لم يكن أحدهم قد استيقظ لتوه من فراشه؟ العادة الأخيرة عند الغربيين انتشرت بعد تنامي التلوث في الشوارع ومحطات المواصلات والحدائق العامة والتجمعات البشرية. حتى عندنا أصبح المرء لا يشعر بالانتعاش عند عودته إلى المنزل إلا إذا غسل وجهه بالماء والصابون، لأن البشرة ، وخصوصا الرقبة وما حولها تحتاج إلى الغسل بالماء . وفي الغرب تلقى القمصان البيضاء كسادا، وتردد الصانعون في إنتاج قمصان بيضاء وتحولوا إلى الرمادية وذات اللون الداكن . وأطلقت اللغة الإنجليزية مصطلح (White – collar) على العاملين داخل المكاتب والذين لا يتعرضون للملوثات خارج المباني. وعند انتشار الأنفلونزا نصح الطب ب"غسل اليدين إلى المرفقين" وهي عبارة جاءتنا في درس الفقه في الابتدائية عند القيام للصلاة, ونلاحظ أن التلوث البيئي فتح شهية منتجي المحاليل المطهرة، فصار أي متجر للمواد الغذائية، او صيدلية تحوي أرففا طويلة للمطهرات. هذا للبشرة وذاك لبشرة الوجه وآخر للقدمين. والبعض منا أصابه قدر من الوساوس ودأب على حمل زجاجات الكولونيا المعطرة التي يزعمون أنها تزيل آثار غبار البيئة الملوث. وتزداد التقارير والدراسات التي أمعنت النظر في دخان عوادم السيارات بأن التنفس في زحمة المرور واستنشاق دخان عادم السيارات يمكن إن يؤدي إلى أزمة قلبية. وكشف الباحثون عن أن خطر الإصابة بالأزمة القلبية يزداد لمدة ست ساعات بعد التعرض للدخان. وتقول الدراسة التي نُشرت في دورية "بريش ميديكال جورنال" إن التلوث على الأرجح يعجل بالإصابة بالأزمة القلبية. إلا أن الباحثين يقولون ان التعرض المتكرر للدخان يضر بالصحة عموما ويقصر العمر وهكذا تظل النصيحة كما هي - تجنب دخان عادم السيارات قدر الإمكان. والتلوث له تأثير سلبي كبير على صحة القلب، ربما لأنه يجعل الدم "أكثر كثافة" ما يسهل تجلطه بسرعة ما يجعل المرء أكثر عرضة للازمة القلبية. ولا نجد أنفسنا بحاجة إلى توعية أكثر مما قدمت دراسة موثقة ونشرته مجلات معتمدة . وأرى أن تلك الدراسات التى تظهر بين حين وآخر - رغم احتمال حقيقتها - تزيد الوسواس لدينا فنركض إلى شراء مطهرات تُصنع في الغالب من مشتقات بترولنا.