أكد رئيس جامعة الخليج العربي بمملكة البحرين الدكتور خالد العوهلي أن مركز سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية يعد نتاج ثمرة الدراسة المتأنية والجهود المخلصة لبناء مركز رائد بخبرائه وخبراته وتقنياته وأبحاثه، والتي تضافرت جميعا لوضع البنية الأساسية لعناصر المركز الثلاثة وهي مركز الأبحاث، ومختبرات الفحوصات الطبية، ومستشفى لعلاج الأمراض الوراثية والعقم. مضيفاً أن هذا المشروع الخليجي المشترك حقق منذ تأسيسه الكثير من الإنجازات، إذ أكمل المركز أكثر من 70 بحثا نشر منها 55 بحثاً في مجلات علمية محكمة، وتطورت مختبرات التشخيص الجزيئي ليقدم أكثر من ألف فحص وراثي وحيوي. وأشار د. العوهلي في تصريح خاص ل»الرياض» أن من ثمار هذا المركز اكتشاف علمي كبير من المؤمل أن يضع حداً للعديد من الأمراض المستعصية ونحن الآن في المراحل النهائية لنيل براءة هذا الاكتشاف الذي تحقق بفضل من الله ثم بخبرات وكوادر مركز الأميرة الجوهرة الذين استطاعوا سابقا اكتشاف «إسراء» والانتقال به إلى مرحلته الثانية، وهي اختباره على خلايا الإنسان مما نتج عنها نتائج مبهرة ستشكل بإذن الله تعالى نقلة نوعية في العلوم الطبية على مستوى العالم بأسره». وأضاف د. العوهلي أن الاكتشاف العلمي «إسراء» الذي سبق وأعلنت جامعة الخليج العربي توصلها لبراءة اكتشافه في العام 2008م تم التعرف إليه كمركب بروتينىٍ أطلق عليه اسم «إسراء» اختصاراً ل released activating agent” system immune» إشارةً إلى أن الجهاز المناعي يصدر عاملاً مناعياً منشطاً في الطحال عند تحفيزه بعاملٍ آخر مرتبطٍ بالجهاز العصبي وهو مركبٌ بروتيني بوزن 15 كيلودالتون، وهو الأمر الذي قاد إلى التعرف على السلسلة الجينية لمركب «إسراء» واستنساخه وتعيين موقعه الجيني على الكروموسوم 14 فى الخارطة الجينية للفئران وللتعرف على هذا العامل في الإنسان استخدام نهج البيولوجيا الجزيئية التحليلية المعلوماتية للكشف عن التأثيرات البيولوجية على كلٍ من خلايا الدم البيضاء والخلايا السرطانية والخلايا المُثبطَة مناعيا في المُختبر، إذ كشفت النتائج البيولوجية المعلوماتية أن التسلسل الجينى ل «إسراء» يشكل إنترون من بنية جينٍ آخر يُطلق عليه «جين زميز» ويقع على الكروموسوم العاشر من الخارطة الجينية للإنسان. وأضاف رئيس جامعة الخليج العربي «لُوحظ تأثيراً واضحاً على الخلايا المناعية المكبوتة التى تم عزلها من المرضى الذين خضعوا لعلاج كبتٍ مناعىٍّ لخلاياهم بعد إجراء عملية زرع الكُلى، وأظهرت التجارب أن هناك تأثيراً واضحاً لمفعول «إسراء» على الخلايا الجذعية وتميزها إلى خلايا عصبية وخلايا عضلية عند زرع خلايا الإنسان المعالجة ببروتين «إسراء» لمدة 14 يوما». ليستنتج أن «إسراء» هو أول جُزيءٍ لِجينٍ مشفرٍ يقع في منطقة «الإنترون» غير المشفر وله تأثيراتٍ منشطةٍ كبيرةٍ على كلٍ من الخلايا المناعية المكبوتة والخلايا السرطانية وخلايا الدم الجذعية. وقال د.العوهلي: «لقد أصبح «إسراء» مرشحاً قوياً كمركبٍ بيولوجيٍ طبيعيٍ لعلاج المرضى الذين يعانون من نقص المناعة وذلك باستخدام آثاره التنشيطية، وكذلك لعلاج الأمراض السرطانية من خلال تأثيراته القوية على الموت المبرمج للخلايا السرطانية والتأثيرات التكاثرية على خلايا المناعة الطبيعية».