نأسف أننا في كل أسبوع بتنا نصحو على أخبار حدوث حرائق ، أو تماس كهربائي ، في المدارس ، طالت مناطق مختلفة من المملكة . لن أعود لذكر فظائع هذه الحوادث التي أزهقت الأرواح البريئة ، وأرعبت النفوس الصغيرة التي كانت تأتي كل صباح إلى مدارسها يحدوها التفاؤل والأمل بالغد المشرق الذي ينتظرها .. قبل أن يواجهها الواقع بمراراته ! المهم الآن هو معرفة ما الذي حدث بعد ذلك .. هل استوعبنا الدرس جيداً؟ الأخبار حملت إلينا نتائج اجتماعات المسؤولين المكثفة والعاجلة ، خرجوا إثرها بتعميمات مشددة تحث على ضرورة تأمين وسائل السلامة والأمان في المدارس متوعدين بإغلاق كل مدرسة يثبت مخالفتها لهذه التعليمات من أقصى الوطن إلى أقصاه . وهددوا ملاك المنشآت التعليمية الأهلية والأجنبية والتدريبية " التي لم تجدد شهادة سلامة صلاحية مؤسساتها من الدفاع المدني بإغلاقها بنهاية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الحالي ". لماذا يبدو لنا هذا الأمر وكأنه متعلق فقط بمدارس القطاع الخاص ؟.. ماذا عن حالة المدارس الحكومية ، بما فيها المستأجرة ، تلك التي نعرفها وتعرفونها جيداً؟ ماحالة بيئة السلامة والأمان فيها ؟ ما هي الصلاحيات المعطاة للمديرين والمديرات في حال نشوب حريق فيها ؟ هل تم تدريب منسوباتها ومنسوبيها وطلابها وطالباتها على أصول وتفاصيل الإخلاء ؟ وهل سيتم إغلاق كل مدرسة حكومية لا تحقق أدنى شروط السلامة ؟ وماذا عن المدارس الجديدة التي تم تسلمها ونقل الطالبات إليها وهي أساساً لا مخارج طوارئ فيها، ولا وسائل حماية ولا هم يحزنون ؟ ثم .. ماذا عن مسؤولي المناطق التعليمية التي يثبت أن مدارسها الحكومية مستمرة في الافتتاح رغم أنها غير آمنة .. ؟ الأسئلة كثيرة .. وبعض الإجابات - كما يعرفها البعض - تورث غصات في الحلوق .. لذا سنكتفي بطرحها سائلين الله أن يسدد خطى الوزارة لتحصين مدارسنا في كل مكان وحفظ أرواح بناتنا وأبنائنا في هذا الوطن من طلاب ومعلمين ومعلمات وإداريين وإداريات ، فالخطر ماعاد محصوراً في الطرق الوعرة المؤدية إلى تلك المدارس ، والتي مازالت تحصد الأرواح كل يوم ، بل تعداها ليمتد إلى داخل المدارس ذاتها .. نسأل الله الستر واللطف والعون للجميع..