تفتقر العديد من مدارس جازان لأصول السلامة، حيث تعاني سوء التنظيم، ورداءة التخطيط، وانعدام للمرافق الآمنة، وساحات الإخلاء، ومخارج الطوارئ، وتعطل الإنذارات وانعدام طفايات الحريق في بعضها، ووجودها منتهية الصلاحية أو مقاربة للانتهاء في البعض الآخر. وأبدت عدد من المعلمات تخوفهن من وقوع كوارث لاسيما في ظل التماسات الكهربائية المتكررة، خاصة في مواسم الأمطار، كما أكدن أنهن لا يعلمن التصرف الصحيح، ولا خطة الإخلاء، ولا يملكن الخبرة لاستخدام طفايات الحريق، ولا خراطيم المياه، في حالات الحرائق -لا قدر الله -. حلول عاجلة وطالب أولياء الأمور إدارتي التعليم والدفاع المدني بإيجاد حلول عاجلة، ووضع قرارات منفذة بمصداقية بعيدة عن تعليمات حبيسة الورق، وإغلاق المدارس المتهالكة، أو المخالفة لاشتراطات السلامة، واصفين الوضع بالمرعب، ومحملين الإدارتين مسؤولية ما قد يحدث في المدارس الحكومية والمستأجرة. وقال نجيب محمد “تحدثني ابنتي عن تماسات متكررة، وتكدس كبير في مدرستها الضيقة، مما أرعبني، وأخذت أحاول نقلها، إلا أنها رفضت مؤكدةً لي توافق الوضع في جميع المدارس” ويؤرق عبد الرحمن حسن خوفه على ابنته المعاقة التي التحقت بإحدى المدارس في برنامج للتربية الخاصة، مبينا سوء ما يخصص لهذه الفئة من إمكانيات وعزلهن عن مبنى المدرسة الرئيس بمساحة ترابية كبيرة تشكل خطرا لما تحويه من مخلفات خطرة. صيانة كاملة ورصدت “الشرق” في جولة ميدانية العديد من المدارس التي تحتاج لصيانة كاملة، نظرا لوجود أخطاء في التسليك الداخلي لبعض المباني، واحتياج أخرى لترميم الأسقف، وغياب المجاري لتصريف مياه الأمطار، كما رصدت أكثر من خمسة مبان ليس بها طفايات حريق، وهي مدرسة ابتدائية تحفيظ القرآن الكريم الأولى بأبي عريش، ومدرسة ابتدائية ومتوسطة القويعية، ومدرسة ابتدائية تحفيظ القرآن بالعارضة، والمدرسة الابتدائية الرابعة بأبي عريش، ومدرسة متوسطة وثانوية تحفيظ القرآن الكريم بأبي عريش (طفاياتها منتهية الصلاحية)، والمدرسة المتوسطة، والثانوية الأولى بأبي عريش (طفاياتها منتهية الصلاحية)، وأوضحت مديرة إحدى المدارس أنه بعد حادثة مدرسة البراعم أرْسلت خطابات تسأل عن صلاحية وسائل السلامة، وتوضح خطورتها، وتم أخذها بصورة عاجلة، ولم يتم استبدالها لتبقى أماكنها فارغة من ذلك الحين، كما بينت وكيلة المدرسة المتوسطة بالقويعية أن مديرة المدرسة قامت بشراء طفايات للحريق من حسابها الخاص حتى تتمكن من إخلاء مسؤوليتها، وحرصا منها على سلامة الأرواح في المدرسة، وبينت أنها على علم بغيرها من مديرات قمن بشراء مستلزمات للسلامة من حسابهن الخاص.. تحذيرات من الصحافة ورفضت بعض مديرات مدارس الإدلاء بأي معلومات، وادعين أنهن تلقين تحذيرات من البوح بأي شيء للصحافة، من مرجعهن، رافضات التعاون بشكل كلي، فيما أكدت وكيلاتهن وجود طفايات تسرّب سائلا، كما يوجد تسرب للمياه على التمديدات الكهربائية، مؤكدات مخاطبتهن للجهات المعنية بذلك، ومؤكدات أن الخطر يزداد أثناء سقوط الأمطار وأنهن لا يستطعن الخروج إلا بوجود الدفاع المدني حينها، ومُوضِحات أنهن يتقن خطط الإخلاء، ويستطعن التعامل مع الحرائق. وعلمت “الشرق” من وكيلة مدرسة “تحتفظ باسمها” أنها تلقت تعميما بالخطأ موجها لإحدى مدارس العارضة لتحفيظ القرآن الكريم ورد فيه من مدير الصيانة أنه لا جدوى من مطالبة مديرة المدرسة بطفايات حريق لعدم توفرها..وأملت بعض الطالبات أن تصل أصواتهن من خلال “الشرق” للجهات المعنية، مطالبات ببيئة دراسية محفزة وجاذبة للتعليم، بخلاف ما يجدنه على واقعهن. تشكيل لجنة من جانبه قال مدير الدفاع المدني بمنطقة جازان العميد حسن القفيلي “قمنا بتشكيل لجنة بالاشتراك مع التعليم للوقوف على المدارس التي تفتقر للسلامة، ورفعنا ذلك للتعليم لأن إدارة المشاريع من اختصاصهم وهي التي توفر وسائل السلامة، وقد شكلنا فرقا للسلامة في كل مدرسة، وكان التعاون بين إدارتينا جيد، ونحن لا نقر وجود مدارس حكومية تفتقر لوسائل السلامة، أما بالنسبة للمدارس المستأجرة فلا نعطي شهادة حتى نتأكد من مدى توفر وسائل السلامة وصلاحيتها فيها”وأكد على أنه لا يكفي توفير وسائل السلامة فقط، ولا بد على إدارة التعليم من تفعيل دور المشرفين على السلامة في المدارس، للوقوف على صيانة وسائلها، خصوصا في أماكن الرطوبة التي تحتاج لصيانة دورية.وأوضح الناطق الإعلامي باسم التعليم في جازان محمد الرياني، إن الإدارة تقوم حاليا بخطة شاملة من أجل مواصلة صيانة وتأمين وسائل السلامة، وأقامت الإدارة ندوة عن السلامة في المدارس واستخدام طفاية الحريق وذلك بالتعاون مع الدفاع المدني، وهناك تدريب للعاملين بالمدارس على آلية استخدامها وذلك لتوفير بيئة تعليمية آمنة”.