اكدت منظمتا "اوكسفام" و"الاغاثة الاسلامية" الانسانيتان أمس ان فقراء اليمن باتوا "على شفير الهاوية" إذ إن بعضهم يأكل مرة كل ثلاثة ايام وبعضهم الآخر يقتات على الخبز والشاي فقط. ودعت المنظمتان في بيان مشترك الى "التعلم من تجربة القرن الافريقي" وتلبية نداء الاممالمتحدة فورا من اجل تأمين 447 مليون دولار بشكل عاجل لاعانة اربعة ملايين يمني لديهم حاجات انسانية ملحة ويشكلون 44% فقط من المحتاجين عموما في اليمن. وذكر البيان المشترك الذي حصلت عليه وكالة "فرانس برس" ان استقصاءات جديدة اظهرت "ان بين اليمنيين من لا يأكل الا مرة كل ثلاثة ايام" فيما أن "خمس الأطفال يعانون من معدلات سوء تغذية حادة" في محافظة ابين الجنوبية التي يسيطر تنظيم (القاعدة) على اجزاء واسعة منها. وقالت مسؤولة السياسات في منظمة "اوكسفام" كيلي غيلبرايد "وصل ملايين اليمنيين الى حافة الهاوية، ولا يعرفون من اين ستأتيهم الوجبة التالية". واضافت "لقد اخبرنا اشخاص في محافظة الجوف (الشمالية) انهم لا يجدون ما يقتاتون عليه لمدد تصل الى ثلاثة أيام متتالية، ولم تجد النساء من سبيل سوى استجداء المارة في الطرقات". وبحسب غيلبرايد فإن كثيرا من العائلات في الجوف "اصبح غذاؤها الشاي والخبز فقط". ولا تقتصر هذه المظاهر على النازحين او المتضررين جراء الازمة السياسية الحادة التي شهدتها البلاد، بل "اجتمع الارتفاع الهائل في أسعار الغذاء والوقود مع الاضطرابات السياسية والعنف، لتدفع كلها فقراء اليمن في انحاء البلاد المختلفة إلى شفير الهاوية". واليمن اصلا من افقر دول العالم، الا ان معدلات الفقر قد تكون ارتفعت الى مستويات قياسية بعد الازمة الاخيرة. واكد مستشار وزارة الصناعة اليمنية طه الفسيل مؤخرا ان معدلات الفقر قد تكون ارتفعت في اليمن من 47% في 2009 الى ما بين 65% و75% حاليا. وذكرت غيلبرايد ان الفقراء في اليمن "يعانون للتأقلم مع الوضع، فهم يبيعون ماشيتهم والاصول الاخرى ويستدينون لمجرد الحصول على طعام يضعوه على المائدة". وذكرت المسؤولة في المنظمة أن أنباء وصلت من محافظة حجة الشمالية عن "اخراج الاطفال من المدارس ودفعهم للعمل لتوفير بعض المال لشراء طعام لأسرهم". ودعت المنظمتان زعماء العالم الى الا "يحجب التركيز على التحول السياسي الاحتياجات الإنسانية الماسة والمتزايدة." من جانبه، اعتبر المدير القطري لليمن بمنظمة الاغاثة الإسلامية هاشم عون الله ان دول الخليج الغنية والجارة لليمن يمكن ان تعلب دورا اساسيا في اعانة اليمن. وقال عون الله في البيان "ارجو وآمل أن يتبنى جيران اليمن الدور الريادي بين المانحين في الاستجابة الى حالة الاحتياج الملحة التي يتعرض إليها اليمنيون، ليس فقط في المناطق المتأثرة بالنزاع ولكن أيضا في التعامل مع التحديات التنموية الخطيرة باليمن، خاصة وان اليمن اتخذ أول خطوة في الطريق الصحيح لعملية استعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد المهم والجميل".