أطلقت وكالات مساعدات دولية تحذيرا من كارثة إنسانية تواجهها اليمن جراء أزمة الغذاء.داعية المشاركين في مؤتمرأصدقاء اليمن المقرر عقده في العاصمة السعودية اليوم الاربعاء ،أن يزيدوا من حجم جهودهم لمعالجة الأزمة الانسانية حتى لاتتكررالمأساة التي شهدتها دول افريقية.وتتهم المنظمات الانسانية العاملة في اليمن الدول المانحة باعطاء القضايا الامنية أولوية على حساب الجانب الانساني. وأسفرت تداعيات الاحتجاجات والنزاعات المسلحة التي شهدها اليمن عن تدهورمريع في الخدمات وفي الأوضاع المعيشية للسكان.وتقول الاممالمتحدة ان نسبة الفقر في اليمن ارتفعت العام الحالي إلى 54 في المائة مقابل 32 في المائة قبل ثلاثة أعوام.وتتضاعف الكارثة مع نزوح الأف السكان في الجنوب والشمال وتدفق نحو 200الف لاجىء افريقي الى اليمن.وقال بلاغ صحفي اصدرته سبع وكالات انسانية تشارك في اجتماع الرياض وهي :منظمة كير،والهيئة الطبية الدولية، والإغاثة الإسلامية، وميرلين، وميرسي كور، ومنظمة أوكسفام، وهيئة إنقاذ الطفولة، أن اليمن أصبحت على شفا أزمة غذاء كارثية؛ إذ لا يجد 10 مليون يمني ( 44 في المائة من السكان ) ما يقيم أودهم من الطعام.واشار الى أن معدلات سوء التغذية التي سجلتها الأممالمتحدة في بعض مناطق البلاد بلغت مستويات مروعة، حيث يعاني طفل من بين كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد.وطالب البلاغ الدول الغربية والخليجية المشاركة في اجتماع الرياض،زيادة حجم جهودها لمعالجة الأزمة. مشيرا الى أن نداء الأممالمتحدة الإنساني لليمن لم يحصل حتى الآن سوى على 43 بالمائة من التمويل المطلوب بعجز بلغ 262 مليون دولار.وتتهم المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن الدول المانحة بالتباطوء في مواجهة هذه الأزمة، وأنها تعطي القضايا الأمنية الأولوية على حساب الأولويات الإنسانية.وقالت بيني لورانس، مديرة البرامج لمنظمة أوكسفام الدولية، التي تزور اليمن حالياً:"أصبحت العائلات اليمنية على حافة الهاوية واستنفدت كل ما لديها من سبل للتأقلم مع هذه الأزمة. ربع السكان استدانوا لإطعام ذويهم، والأمهات أخرجن الصغار من المدارس لترسلنهم يتسولون بعض النقود في الشوارع حتى يظلوا على قيد الحياة. المانحون يركزون على السياسة والأمن، ولكن الفشل في توفير الاستجابة المناسبة للاحتياجات الإنسانية الآن سوف يعرض حياة المزيد من اليمنيين للخطر، ويزيد من حدة الفقر، وقد يقوض التحول السياسي في البلاد.".وتقول المنظمات الانسانية العاملة في اليمن أن حوالي 5 مليون إنسان - يحتاجون إلى مساعدات طوارئ عاجلة. وفي الحديدة، وحجة وصلت معدلات سوء التغذية بين الأطفال إلى ضعف معدلات الطوارئ. وحسب تقديرات الأممالمتحدة، يواجه 267,000 طفل يمني مستويات من سوء التغذية تهدد حياتهم. وذكر جيري فاريل، مدير مكتب هنيئة إنقاذ الطفولة في اليمن أن نحو نصف سكان اليمن ليس لديهم الآن ما يكفيهم من طعام. مشيرا الى أن تضافرعدم الاستقرار السياسي و النزاع وارتفاع الأسعار تدفع كلها العائلات في جميع أنحاء البلاد إلى دائرة الجوع.يقول فاريل" نحن نعلم أن الأطفال هم أكثر الفئات معاناةً عندما يشح الغذاء، لذلك، فما لم تُتخذ تحركات إنسانية عاجلة، فسوف يغرق اليمن في أزمة جوع كارثية."ويؤخذ على الدول الغربية وبخاصة الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الاوربي تركيزها على دعم مصالحها الأمنية وعدم ايلاءها اهتماما للجوانب الانسانية.ويخشى البعض أن تجد الدول المانحة المشاركة في اجتماع في العملية الانتحارية التي شهدتها 2صنعاء الاحد الماضي واودت بحياة نحو 100عسكري يمني،ذريعة لتسويغ تباطؤها في دعم الجانب الانساني.يقول هاشم عون الله، مدير مكتب الإغاثة الإسلامية في اليمن:"لا يمكن للجوع في اليمن أن ينتظر.وعلى المانحين أن يستقوا الدروس من القرن الأفريقي، ويستجيبوا الآن قبل أن تزداد الأزمة عمقاً.".وتقول حكومة الوفاق الوطني المشكلة وفقا لمبادرة خليجية رعتها امريكا والاتحاد الاوربي أنها ورثت عن الرئيس السابق خزينة فارغة قال رئيس الحكومة محمد باسندوة "لقد ورثنا خزينة فارغة".و أن الفجوة التمويلية خلال العامين القادمين تصل إلى عشرة مليارات دولار.