حذّرت منظمتا «أوكسفام» و «الإغاثة الإسلامية» أول من أمس من تدهور الوضع الإنساني في اليمن، بعدما أظهرت استقصاءات جديدة أن من بين اليمنيين من لا يأكل إلا مرة كل ثلاثة أيام، وأن خُمس الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد في بعض المناطق، وهو معدل يتجاوز حدود معدلات الطوارئ. وتزامن هذا التحذير مع إطلاق الأممالمتحدة نداء طوارئ جديداً في اليمن. وقالت مسؤولة السياسات في منظمة «أوكسفام» كيلي جيلبرايد: «وصل ملايين اليمنيين إلى حافة الهاوية، ولا يعرفون من أين ستأتيهم الوجبة التالية، وبعضهم في محافظة الجوف لا يجد طعاماً لثلاثة أيام متتالية، وعدد كبير من العائلات يقتات على الشاي والخبز فقط». وأكدت وكالات المساعدات أن الأزمة لم تقتصر على المتضررين من النزاع أو الذين يعيشون في مخيمات للاجئين، إذ أن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، والاضطرابات السياسية والعنف، دفعت الفقراء إلى شفير الهاوية. ووجهت وكالات المساعدات دعوات إلى المانحين لتمويل النداء الجديد بسرعة وسخاء، لتفادي تحول الأزمة إلى كارثة، ودعتهم إلى أخذ العبَر من الصومال، حيث ارتفعت الكلفة البشرية كثيراً نتيجة تأخر الاستجابة وشحّها. وتوقعت الأممالمتحدة أن تسوء الأوضاع الإنسانية عام 2012، ودعت إلى تأمين 447 مليون دولار للاستجابة لحاجات أربعة ملايين نسمة، يمثلون 44 في المئة من السكان المحتاجين، في حين تضاعفت مبالغ التمويل المطلوبة مقارنة بالعام الماضي. وتعاني المنظمات الإنسانية في اليمن منذ فترة طويلة من شح التمويل، على رغم سوء الأوضاع. وأوضحت جلبرايد أن «الناس يعانون للتأقلم مع الوضع، ويبيعون ماشيتهم والأصول الأخرى ويستدينون ليحصلوا على طعام. وفي منطقة الحجة، تواترت الأنباء عن إخراج الأطفال من المدارس ودفعهم للعمل لكسب بعض المال لشراء طعام لأسرهم»، مشدّدة على ضرورة أن يلتفت زعماء العالم إلى سوء الوضع. وقال المدير القُطري لليمن في «منظمة الإغاثة الإسلامية» هاشم عون الله: «آمل أن يتبنى جيران اليمن الدور الريادي بين المانحين في الاستجابة إلى حاجاته، ليس فقط في المناطق المتأثرة بالنزاع لكن أيضاً في التعامل مع التحديات التنموية الخطيرة».