ربما لن تحنث بيمينك عندما تحلف وتبرهن بأن الأمير سلطان لم يمت ولم يزل حيا، إذا قُدّر لك وحُدّثت أو زرت مدينته للخدمات الإنسانية، ونقل لك أو شاهدت ما تقدمه من خدمات لأحوج الفئات وفي أحرج الحالات، أو قُدّر لك وتعرفت - عن قرب أو عن بعد، رواية أو دراية - بولده النبيل حد الشعور بجمال الدنيا وابتسام الزمن صاحب السمو الملكي والفكري الأمير تركي بن سلطان. هي ليست شخصنة الحاجة لحرج المجاملة أو تزلف المديح لنفعية الموقف، الأمر أبعد من هذا لسببين أولهما: عدم وجود الحاجة الشخصية أصلا بحمد الله، وثانيهما: النفور من شعور التمجيد الفارغ ومن الكتابة المنكسرة على الأعتاب وأصحابها. غير أن الضمير والرسالة تمليان أحياناً ما قد يضن بك عكسهما لتتحمل تبعاته عندما تكتب اقتناعا وإحساسا بآهات وحاجات البعض الذي لا يستطيع إيصال الصوت من جهة وبنبل التكافل وحنو الإنسان من جهة أخرى. والأكيد أن المدينة ليست إلا واحدة من مآثره رحمه الله، وتركي واحد من آثاره، فالأمير تركي بسموه الفكري، وهدوئه المتأمل، وابتسامة روحه النقية، وحبه للعمل وتميزه الملموس والمشاهد في واحدة من أدق المهام الوظيفية في خضم بحر مضطرب ومتلاطم من الزخم الإعلامي الذي لم يعد ذا الرسالة الترفيهية والتثقيفية التقليدية الواحدة بل أصبح ذا الرسائل المتعددة البالغة الدقة والخطورة، هو في ذلك كله يذكرك بسلطان في كل شيء من سلطان. والمدينة بما تقدم تثير الدهشة عندما تغطي ذاك العجز المتسع والمتزايد لدى جميع المستشفيات الحكومية والأهلية في حالات العناية الدائمة والتأهيل المتطور والمستمر لأشد وأعقد الإصابات المزمنة والطارئة، وبشكل يدعو للفخر بالصرح العملاق وقائده الأمير فيصل بن سلطان وإدارته الواعية بقيادة الدكتور عبدالعزيز الشامخ وفريقه الطبي والإداري المتميز. ما الحياة؟ وما كنهها المختبئ فيها وفينا؟ وكيف تعاش؟ ومن الذي يعيشها حقاً؟ وهنا فقط عند الإجابة عن هذه الأسئلة ربما تكمن القراءة السليمة لفلسفتها وفهمها كما هي مجردة من كل شيء - أعني الحياة -، وعندها ستصل حتما إلى معرفة: (من يموت) حتى لو كان حيا. يا رُب حي رخامُ القبرِ مسكنه.. وربُ ميتٍ على أقدامه انتصبا