قبل سنوات كتبت وكتب كثير من الزملاء عن حادثة تسوء الناظرين، ألا هي صعود عدد من اللاعبين إلى المدرجات والاشتباك مع الجمهور، كنت أظنها نزوة أيقظها جمهور منفعل، لكن خاب ظني بعد أن تكرر نفس التصرف، فاقتنعت أن العنف طبع زرع وتجذر فصعب اقتلاعه. أحد النماذج التي مازالت حية ترزق حسين عبدالغني صاحب المشكلات التي لا تتوقف، كنت ألتمس بعض العذر للاعب ينفعل في الملعب فيرتد انفعاله على شكل شتم أو بصق أو ضرب، لكن ما عذره وهو يكتم غيظه في الملعب، ثم بعد وقت يفرغه عبر لكمة في وجه لاعب من الفريق المنافس هو مشعل السعيد، اكتشفت من هذه الحادثة أن الانفعال يسير في نفوس البعض معاكسا للسير، يبدأ صغيرا ثم يكبر مع مرور الوقت!! ولأن الكمال لله وحده، والطباع يجبل عليها الشخص منذ الصغر فيغدو أسيرا لها، أذكر نموذجا آخر هو محمد نور، هذا اللاعب الذي يأبى إلا أن ينغص على ناديه، مشكلات الاتحاد في كفة، ومشكلاته في الكفة الأخرى، ظل وجوده عبئا على الإدارة التي تسير النادي حتى صار الكل بالكل وكأنه الرئيس والمدرب واللاعبين، ليس لأنه الحاكم بأمره فقط، ولا لأنه كما أظن له كلمة مسموعة في اختيار العناصر التي تلعب المباريات، بل لأنه ساوم النادي كثيرا، فأخذ أكثر من حقه، ولا يزال يساوم ليحلب مدخولات الاتحاد حتى وهو يتنقل بين الاحتياط والمدرج! هذه عينات مما يحدث داخل أندية جزء من عملها (ثقافي)، وهي باحتوائها على مثل هذه النماذج تنشر الثقافة، لكنها ثقافة سلبية، لقد قامت بدورها التوعوي في المجتمع، لكنه دور معكوس منكوس، هنا أشيد بالدور الجيد الذي يقوم به النادي الأهلي (الراقي) الذي تخلص من حسين وهو في عز مستواه بعد أن أقلقه، وهاهو يستعد للتخلص من لاعب آخر فاحت رائحة مشكلاته هو إبراهيم هزازي، المشكلة أن من يرغب بضمه النصر أيضاً، وهو إن فعل هذا يظل مغفلا الجانب التربوي على حساب الجانب الفني، وليته استفاد منهم فنيا، كثير ممن أحضرهم ينطبق عليهم المثل العربي (أحشفا وسوء كيلة؟!)، أنا لا أنتقد إدارة النصر لأنها جلبت مثل هذا اللاعب، بل لأنها ظلت تدافع عن سوء سلوكه في كل مرة يخطئ فيها، وبالذات في حادثة رادوي، وهي بهذا تنتقل من محطة الفشل الفني إلى محطة الفشل الأخلاقي!! بقايا... **تناول الزميل ماجد التويجري في برنامج (إرسال) الذي يعد إضافة جميلة عليه موضوع حسين بشكل جميل، وأشبعه البرنامج طرحا باستيفاء. **أمام سعد الحارثي فرصة إعادة صياغة نفسه بعد أن هيأ له الهلال كل وسائل الراحة، وبالذات الجانب النفسي. **تغير جلد الرائد مع مدربه الجديد عمار السويح فبات يقدم مستويات رائعة، مشكلته الدائمة مع التحكيم، وآخر فصول الظلم التي تعرض لها كانت مع الأهلي الأسبوع الماضي. **ابتعد ياسر القحطاني عن الهلال ومالك معاذ عن الأهلي وعبده عطيف عن الشباب وبعدهم النجم السابق للنصر سعد الحارثي وها هو الاتحاد سيبعد محمد نور، هذا الموسم هو موسم إبعاد النجوم. **كشف مدرب النصر كوستاس أنه ابتعد ولم يبعد، وكشف علته وعلة لاعبي النصر وهي المرتبات التي تتأخر دائماً وتصيب الجميع بحالة إحباط وتراخ. **خالد عزيز مقلب شربه الشباب وسيشربه الفتح الذي يرغب فيه، سنقرأ بعد أشهر: الفتح يأكل مقلب عزيز.