أحزنني صوت المشجع الاتحادي إبراهيم عتودي وهو ينفجر بكاء في هاتفي المحمول ويردد «ليش يسووا فينا كذا، وأيش يبغوا من الاتحاد» واستحضرت مع بكاءه عدة نقاط هامة وهي فعلاً لماذا يفعلون ذلك بالاتحاد؟ ولماذا يكابرون على الأخطاء ويصرون عليها ويتفرجون على الفريق وهو يتساقط وينهار، مدرب مفلس ذكرناها منذ اليوم الأول للتعاقد معه، ورددنا بأن تلك الانتصارات التي في البداية كانت نتيجة ضعف للفرق الأخرى، وها هو الواقع يتجسد ب 7 تعادلات قياسية لم تحدث طوال تاريخ العميد، وجاءتهم الفرصة ليحافظوا على كبريائهم ويلغون عقد «الكوتش» بعد خطيئته في المؤتمر وحديثه السابق المسيء والذي عوقب عليه ب 3 مباريات، ولكنهم ركبوا موجة المكابرة، وها هي النتيجة، سيغادر جوزيه بعد أن طارت الصدارة والوصافة، ولكن هل المشكلة في مانويل وحده، فثمة نقاط أخرى لا بد أن تصحح، وليس المدرب فقط هو السبب، أولها المحترفين المقالب فنونو أسيس صفر على الشمال، وزياية متمرس في إضاعة الفرص والفردية والأنانية، ولو كان هناك مدرباً يحترم عمله لبادر بإخراجه من أرض الملعب. الاتحاد يحتاج لإدارة تضطلع بمسؤولياتها وتشرف على كل شيء، وجهاز مشرف على كرة القدم يتفاعل مع الأحداث ولا يمارس «الطناش» فقد تفاقمت المشاكل واستشرت السلبيات في جسد الفريق. كشفت المباريات السابقة أن الاتحاد بلا تكتيك ولا لياقة، وبانت حقيقة التدريبات السرية المغلقة، لأنه ليس هناك عملاً في التمارين حتى تشاهده الجماهير، فمن خلال الشُبّاك الذي يقبع خلفي وبحكم الجوار بين «المدينة» والاتحاد.. يومياً أتفاجأ مع موعد صلاة العشاء بإغلاق الإضاءة ومغادرة اللاعبين، والانعكاسات واضحة في أرض الملعب، فتدريب ساعة لا يصنع فريقاً ولا يحافظ على صدارة ولا يبقي على أمل، ومن لا يقتنع عليه أن يحضر ويتابع متى يحضر اللاعبون ومتى يغادرون، فالعملية في مجملها «فرفشة»، والمعاناة والبكاء للجماهير، ولن ينصلح الحال إلا بتغييرات جذرية، ومن غير المقبول الاستقرار على الفشل. الأهلي إحلو ليست نرجسية فسبق وأن ذكرنا بأن الأوضاع في الأهلي جيدة والنتائج لا تعطي المؤشر الحقيقي، فالإدارة تضطلع بمهامها، ورئيس النادي قريب من الفريق وهناك مدرب قدير ومتمكن، ومحترفين تم اختيارهم بعناية ووفقاً للاحتياج، وعندما احتاج الأمر استعانوا بمشرف لاعب سابق وذو خبرة عريضة يحسن الضبط والربط، وكان لا بد لهذا العمل أن يثمر، وهناك قيادة خبيرة تتحدى الصعاب وتصنع الاستقرار طالما العمل يدار بكفاءة وعلى أكمل وجه، فكافة العوامل في القلعة الخضراء كانت جاهزة لهزيمة سوء الطالع والحظ، وهذا ما حدث بالضبط أمام الاتفاق، فالنتيجة الكبيرة طبيعية للأهلي، ولكنها ليست كذلك بالنسبة لإتي الشرقية. عودة الأهلي كانت متوقعة ونتيجة طبيعية للعمل الجاد.