عذراً إذا كان العنوان يحمل أكثر من معنى ، وربما المعنى الأقرب لأذهان الجميع هو الرياض بلا دوريات أمنية، وأنا لا أقصد ذلك، بل الدوريات التي أعنيها، ويعرفها كل من يهتم بالمكتبات والمعلومات هي تلك المجلات التي تصدر بصورة دورية، أسبوعية، شهرية فصلية أو سنوية، ومقولة "الرياض بلا دوريات" وردت في سياق حديث بيني ، بين أحد الأصدقاء، حيث كنا نناقش إغلاق القسم الخاص بالصحف و المجلات وتحويله إلى قسم للإلكترونيات وصيانتها، في إحدى المكتبات الكبيرة داخل مدينة الرياض ، إضافة إلى تزامنه مع إغلاق زوايا بيع الصحف والمجلات في أغلب الأسواق الكبيرة، ويعلم الجميع أن المجلات وبالذات الدوريات الثقافية المتخصصة رافد ثقافي مهم، ومعروف ما قدمته الرسالة والمقتطف والهلال والمنهل وغيرها من الدوريات التي صدرت منذ زمن بعيد وواصل بعضها الصدور و أغلبها توقف، أقول يعلم الجميع ماقدمته للثقافة العربية، و في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات كان للدوريات الصادرة في العراق التأثير الكبير على الثقافة في المملكة مثل الطليعة والأقلام والمورد. ربما يقول البعض أن المجلات انتهى عصرها، ويستشهد بإغلاق بعض المجلات الكبرى وتحولها إلى النشر الإلكتروني، و أقول إن الصحافة الورقية لم تنقرض بعد، و أغلب القراء يفضلون أن يقتنوا الصحف والمجلات ليقرؤها بدلا من تصفحها على الإنترنت،لذا من المهم توفر تلك الصحف والمجلات في المكتبات أو أكشاك خاصة، وقد سبق أن تحدثت عن أهمية الأكشاك، أعود مرة أخرى للدوريات، وأسأل كم مؤسسة ثقافية في المملكة تصدر مجلة ؟ سنتفاجأ بعدد كبير قد يتجاوز عدد هذه المؤسسات، وبعض هذه الدوريات معروفة ومتابعة خارج المملكة أكثر من الداخل، و هنا يتضح مأزق هذه الدوريات وربما -أيضاً- الصحف اليومية في سوء التوزيع، فحينما لا تتوفر الصحيفة أو المجلة في مكان عام وتوزع بصورة جيدة فلن يبحث عنها أحد، والأمر كذلك في الدوريات ، لذا لا نستغرب عندما يقتني البعض مجموعة كبيرة من الدوريات أثناء سفرهم خارج المملكة،لأنها للأسف غير متوفرة داخل المملكة، وعدم توفرها لا يعني أنها ممنوعة، ولكن كما قلت وأكرر دائماً الموقف الغريب تجاه توزيع الصحف والمجلات، الأمر ملتبس لدي ولا أدري هل هي مسؤولية وزارة الثقافة والإعلام أم شركات التوزيع، أو موقف من القائمين على تلك المجلات الدورية، سيبقى السؤال معلقاً، وحتى تحل مشكلة توزيع الدوريات فسيكون الحل عندما نريد أن نحصل على مجلة الدوحة أو دبي الثقافية أو حتى المجلة العربية يجب أن نسافر الخارج المملكة لنقتنيها.