منذ الأزل ورغم مرور الأجيال واختلاف الأجناس والثقافات واللغات بل الأديان شيء واحد أجمعت عليه وهو الحاجة للمعلم وأهمية دوره وأثر شخصيته في تكوين المجتمع السوي كيف لا وهو يلعب دور الأبوين معاً ولن ينجح ما لم يجمع بين صفات ودور الشخصيتين شخصية الأب بتوجيهها وإرشادها وحمايتها للابن وشخصية الأم في حنانها وعطفها واستعدادها للموت دون أبنائها وان قل من يوفق لذلك إلاّ ان المعلمة ريم النهاري رحمها الله وفقت لذلك وما حدث لهو دليل على ذلك، فقد استشعرت عظمة الأمانة بين يديها فكانت لديها قوة وثبات الأب الذي وجوده مصدر أمان لأبنائه وحب وحنان الأم الذي يجعلها تقدم حياتها فداء لفلذات كبدها هكذا كانت ريم النهاري، نعم هكذا كانت المعلمة ريم النهاري، نعم هكذا كانت المعلمة ريم النهاري تبث الحب والأمان في قلوب فلذات أكبادنا، في تلك الحجرة الصغيرة، حتى آخر لحظات حياتها فقد قاومت الرغبة الفطرية في البقاء وصمدت أمام (نفسي، نفسي) حتى تنقذ آخر صغير وضعته أمه بين يديها في ساعات الصباح الباكر مرفقة معه ابتسامة الرضا والشعور بالثقة فإلى جنة الخلد يا ريم وأحسن الله عزاءنا وجبر مصابنا، ورزق صغارنا بأمثالك إنه سميع مجيب. سؤال هام جدا الا تستحق البطلة الشابة ذات ال 25 ربيعاً والتي قاومت الخطر والرغبة في البقاء وأي خطر (نار تشتعل، حتى أنقذت 23 طفلاً وسام الملك عبدالعزيز أسوة بشاب حائل الذي أنقذ امرأة واحدة والمقيم (الباكستاني) والذي حصلت عائلته على مكرمة من ملك الإنسانية بأداء مناسك الحج لهذا العام بالإضافة إلى حصوله على وسام الملك عبدالعزيز الا تستحق المعلمة البطلة ريم النهاري تكريماً يليق بهذا العمل البطولي يا وزارة التربية. أرجو الا يطول الصمت في تكريمها وتخليد اسمها من جميع جهات وفئات المجتمع لكي نزرع داخلنا وردة اسمها ريم النهاري. * مرشدة طلابية - عنيزة