يلجأ الاطفال في الاعياد او بعض المناسبات الى التعبير عن فرحتهم من خلال الرسم على وجوههم لتقمص شخصيات كرتونية محببة الى قلوبهم او لاضفاء بعض المتعة والمرح فيما بينهم . وقد يعمل الأبوان على توفير ذلك لاطفالهم سعيا لرسم البسمة على شفاههم . بل ويمتد ذلك الى الشباب والمراهقين في مدرجات الملاعب حيث يعمد البعض لتلوين وجوههم جهلا منهم في المخاطر الصحية وراء ذلك . خلال عملية الرسم هناك عدة عوامل قد تساعد في نقل المرض . تشمل هذه العوامل مايلي : • الالوان المستخدمة • الفرشاة • الحالة الصحية العامة للطفل الكثير من الالوان المستخدمة في الرسم على الوجه بشكل عام تحوي عناصر كيميائية قد تسبب الاحمرار ، حساسية وحكة ، تورماً في الجلد فضلا عن احتوائها على بعض العناصر المعدنية الثقيلة ومن اهمها الرصاص الذي سوف نتطرق لاحقا الى مخاطر هذا العنصر ، اعراض التسمم به ، مضاعفاته وطرق التخلص منه . الفرشاة وسيط لنقل الامراض الفرشاة المستخدمة في الرسم عامل مهم جدا لنقل الالتهابات الجلدية والميكروبات بين الاطفال الاصحاء فضلا على وجود اطفال لديهم امراض مزمنة من حساسية الجلد ، الربو ، او الاطفال متدني المناعة. حول تلك الظاهرة بين الاطفال في المناسبات وبين المراهقين والشباب في مدرجات الملاعب سعت بعض الهيئات الصحية العالمية الى فحص وتسليط الضوء على تلك الالوان المستخدمة في الرسم على الوجه وخاصة للاطفال اصدرت هيئة الغذاء والدواء الامريكية FDA في شهر مايو من عام 2009 م تحذيرا من مخاطر تلك المواد على صحة الانسان وخاصة الاطفال مشيرة الى الاعراض الموضعية على الجلد المذكورة سابقا والاعراض التي قد تظهر لاحقا على الجهاز العصبي نتيجة امتصاص بعض العناصر الكيميائية الضارة . تنتشر كذلك بين المراهقين في مدرجات الملاعب الرصاص عنصر موجود في الطبيعة ولا يزال يدخل في صناعة الكثير من المواد كالدهانات والبنزين وغيرها . كما ويوجد في التربة أيضا ، وفي غبار البيوت القديمة المطلية بأصباغٍ يدخل في صناعتها الرصاص. وإن بات التسمم بالرصاص أكثر ندرةً من قبل إلا أنه ما زال موجوداً ويعاني منه الكبار والصغار ، والخطورة فيه تكمن في قدرة الرصاص على التراكم في النسيج العصبي وخاصة لدى للأطفال ما يجعله أشد خطرا عليهم.فهو إن لم يكن قاتلا إلا أنه يسبب لهم فقر الدم ، النسيان، رداءة الاستيعاب وسوء الأداء الدراسي. أما في أوساط الكبار فأصحاب بعض المهن كالدهانين وبطاريات السيارات هم الأكثر تعرضا للتسمم بالرصاص. وغالبا ما يكون التسمم مزمنا يمر دون أن يشعر به المرء ، الأمر الذي يقتضي فحوصا دورية للعاملين في هذه المجالات . كذلك تخلف حساسية وطفحاً جلدياً يدخل الرصاص إلى جسم الإنسان عن طريق تنفس أو ابتلاع الغبار الحاوي على الرصاص أو عندما يأكل الأطفال التراب أو الدهان الحاوي على الرصاص ويبلغ مستوى الرصاص في الدم في الاحوال الطبيعية الصفر ومع تراكم الرصاص في الجسم يؤدي إلى تأثر الدماغ والكليتين والأعصاب والدم ويمكن أن يؤدي التسمم الخفيف بالرصاص إلى اضطراب في التفكير والسلوك ويمكن أن يؤدي مستوى الرصاص المرتفع في الدم إلى حدوث فقر دم وضعف في السمع وتأخر في تطور الطفل واضطراب في النمو ويمكن كشف التسمم بالرصاص بتحليل بسيط هو معايرة الرصاص في الدم بالإضافة إلى فحوصات أخرى خاصة.. وفقر في الدم الوالدان عادة كثيرو الاهتمام بالأشياء التي يضعها الطفل في فمه والتي يمكن أن تكون خطرة أحيانا. بالإضافة إلى ذلك يجب على الوالدين أن يعرفوا مدى الضرر الذي يمكن أن يصيب الطفل من ذرات التراب أو قطع الدهان التي تحتوي على الرصاص حيث يمكن للأطفال أن يستنشقوا أو يأكلوا هذه الذرات.. فيمكن للتعرض لهذا المعدن الثقيل أن يسبب التسمم بالرصاص.. لدى الملايين من الأطفال في العالم مستوى مرتفع من الرصاص في دمائهم واهم مصدر لهذا الرصاص هو الدهان الذي يدخل في تركيبه الرصاص وكذلك يوجد الرصاص في الغبار الناجم عن تساقط قطع الدهان الحاوية على الرصاص . فضلا على الالوان المستخدمة في الرسم على وجوه الاطفال تتعدد مصادر الرصاص فيما يلي: 1) غبار الدهان أو رقائق الدهان الناجمة عن استخدام الدهان القديم والمقصود به دهان الحائط وخاصة البيوت ذات الظروف السيئة والتي أعيد ترميمها أو تجديدها. 2) ماء الصنبور في البيوت التي تحتوي على أنابيب تمديد مياه رصاصية. 3) التراب الحاوي على الرصاص. 4) بعض أدوات التسلية مثل الزجاج الملون - الألوان - مواد اللحام . 5) غبار العمل الذي يحمله العاملون بالرصاص من مكان عملهم إلى المنزل على ثيابهم وبالتالي تلوث الاطفال المتواجدين حوله . 6) الأطعمة والمشروبات المخزنة في أوانٍ كريستالية رصاصية أو في صحون السيراميك المطلية بمواد حاوية على الرصاص. 7) بعض الأدوية الشعبية الحاوية على الرصاص. 8) استعمال بعض أنواع الكحل. علامات التسمم بالرصاص: التعب - آلام في العضلات والمفاصل - صداع - مغص في المعدة - تغير في السلوك كالانتباه والنشاط - تدني مستوى الدراسة عند الأطفال، الأنيميا " فقر الدم" تشنجات عصبية وقد تؤدي الى اعتلال الدماغ الحاد وليس هناك علاقة مباشرة أكيدة بين مستوى الرصاص في الدم وظهور تلك الأعراض حيث قد يكون الطفل سليما مع أن مستوى الرصاص في الدم يظهر مرتفعا . الوقاية والمعالجة 1) يجب تجنيب الأطفال التعرض للدهان أو الحوائط المدهونة حديثاً. كما يجب تجنيبهم تعرض بشرتهم الى اي من الالوان المستخدمة للرسم على الوجوه 2) فحص الطفل عند حدوث قصة مرضية مشابهة لحالة التسمم بالرصاص وعند اقتران ذلك بالأعراض السابقة . ويشمل عمل تحليل الدم العام لاستبعاد فقر الدم المرتبط بالتسمم بالرصاص . ويمكن أيضا الكشف عن الرصاص بعمل أشعة سينية بسيطة للعظام الطويلة كعظام الأطراف السفلية إذ يبين ذلك الفحص خطا لامعا يبين ترسب مادة الرصاص. 3) الطفل المصاب بتسمم الرصاص ولديه أعراض التسمم يجب إدخاله المستشفى بغض النظر عن مستوى الرصاص في الدم كما أن الطفل الذي يحمل دمه مستوى الرصاص أكثر من 70ميكروغرام / دسل أيضا يجب معالجته حتى لو كان بدون اعراض والمعالجة تكون عادة باستعمال مادة دايميركابرول BAL متبوعة عادة بمادة إيديت كالسيوم ثنائي الصوديوم EDTA وتتم المعالجة لمدة خمسة أيام وقد تستعمل مادة DMSA كعلاج بديل. 4) متابعة مايصدر من الهيئات الصحية المحلية في توجيهها وتحذيرها لكل مايمكن ان يؤدي الى مشاكل واضرار صحية محتملة على صحة المجتمع بشكل عام .