كان الحديث ينساب ويترقرق .. مثل هذا النهر الذي تتدفق مياهه ، غير عابئة بهذه الحجارة الصغيرة التي تضحك وتكركر في القاع بنزق طفولي بريء .! في لحظة المرح التي تستجيب لمطلب القلب ، أحاول - برغمي - أن أغيّر وجهتي لأرضيك .. أنت يا صاحبي - دون أن تدري - تخرجني من طبيعتي .. وتلقائيتي .. تلف (الدركسون) فجأة ، وتسوق مزاجي المُمَرّد إلى طريق ترابي ، كله حفر و(جراويل) ، ومطبّات اصطناعية ، أصبحت في حياتنا اليومية أكثر من الهمّ على القلب .! ......... لا بأس .. فليس الذنب ذنبك .. كل الطرق مغلقة للتحسينات .! ها أنا أسايرك فلا تعجب .. سنمضي على طريقتك .. يشيلنا مطب ، ويحطنا مطب .. " الرِجل تدب مطرح ما تحب " .. و" ناس نحاسبهم على الغلط وناس نبلع لهم الزلط " كما يقول إخوتنا في مصر .! ......... كُلنا يحلُم .. من يستطيع أن يعيش بلا حُلم ؟! إننا نحتاج إلى الحُلم (الإسفنجة) ، ليمتص واقعًا مؤلمًا عشناه .. و(الزانة) التي نقفز بها من ضيق الدنيا إلى سعة الأمل .! احلم يا صاحبي .. إن أحدًا لا يستطيع أن يقول لك لا تحلم .. لكن ، شريطة أن تعرف متى تستيقظ ، وتفتح عينيك لاستقبال شروق شمس النهار .! ......... آخر السطور : " وتلفّكِ الأضواءُ والألوانُ ، حُلماً في جفوني .. فأحسّ .. بل إني أرى دقّات قلبكِ في عيوني " .!