بين فترة وأخرى تثار قضايا تمس المرأة السعودية بشكل أو آخر، تبتدئ تلك الطروحات وتنتهي وتعود احياناً للطرح اكثر من مرة كل ذلك يتم على يد الرجل وتبقى المرأة متفرجة أو مشاركة باستحياء. إجازة الأمومة يتم نقاشها بأقلام رجالية وتفاعل عال من القارئ فيما تكتفي المرأة بالهمس برأيها فيما كتب داخل مكتبها في المدرسة او البنك وخلافه او يتسع الحوار في جلسات الصديقات ولكنها لا تشكل حضوراً فاعلاً على المستوى الإعلامي كما يفعل القارئ الرجل في كل قضية اجتماعية نسائية او رجالية وان كنت لا أومن بالفصل لاقتناعي ان المجتمع وحدة واحدة لا تتجزأ، ولكن هناك ارتباط عضوي بين قضية والنوع البشري. مثلاً إجازة الامومة قضية متصلة اكثر بالمرأة، ايضاً قيادة السيارة للمرأة قضية نسائية اكثر منها رجالية، أيضاً قضية الحجر تعاني منها المرأة، أيضاً مشكلة العنوسة مشكلة نسائية.. وغير ذلك من المشاكل التي يتفنن الرجل في مناقشتها فيما تكتفي المرأة بالهمس في مكتبها او مجلسها والرجل يتبنى المواقف التي قد ترضي المرأة او لا ترضيها.. مثلاً قيادة المرأة للسيارة قضية نسائية بالدرجة الاولى ولها ابعاد اجتماعية واقتصادية ونفسية لا يستطيع احد إدراكها بعمق مثل المرأة التي تعيش الاوضاع بكل تفاصيلها.. ومع ذلك نجد ان الرجل تبنى طرح القضية في مجلس الشورى وأيضاً الرجل تبنى رفض مبدأ النقاش من اساسه في المجلس وتلك سابقة لا تخدم فلسفة العمل في مجلس الشورى الذي من حق اعضائه طرح افكارهم وللرأي الآخر ان يدلي بصوته المعارض دون إقصاء للرأي المخالف او الجديد ايضاً هناك تبن من الرجل لتناولها إعلامياً فيما المرأة مشغولة فقط بمتابعة كل ذلك ومناقشته في مكتبها او مجلسها الى درجة ان نائب جمعية حقوق الإنسان الدكتور الماجد اكد لاحدى الصحف انه لم ترفع أي امرأة لهم خطاباً او شكوى بهذا الشأن..؟ القيادة بحد ذاتها ليست القضية الاهم بالنسبة للمرأة وليست الحدث الاخطر تأثيراً على المرأة وان كانت هناك نساء متضررات من الوضع حيث الحاجة للخروج للعمل وقلة الرواتب وعدم وجود وسائل نقل كافية في المدن وارتفاع اجور سيارات الليموزين لامرأة راتبها لا يتجاوز الألف ريال في احسن الاحوال، اؤكد ان ذلك ليس موضوعي ولكن لماذا المرأة السعودية لا تناضل وتكافح في المطالبة بما تراه في مصلحتها ولا يخرج عن ثوابت الدين الإسلامي. نعم اتمنى من نسائنا ان يكنّ اكثر قدرة على المبادرة وان يعملن على اصلاح اوضاعهن غير الجيدة فعلياً بكل الطرق الشرعية على ان لا ينسقن وراء الافكار الهدامة والتي لا تتفق مع روح الإسلام التي في اساسها تقدر إنسانية المرأة بنفس درجة الرجل إن لم يكن اكثر، فقط اتوقع ان المرأة في حاجة للعمل على تعديل الاوضاع غير الجيدة التي صنعها البشر وإعادتها إلى ما نص عليه الإسلام وليس الرجل، أتمنى من نسائنا التحرك للعودة إلى نصوص الإسلام وعدم الانجراف وراء آراء الاوصياء اياً كانت اساليبهم لأنها لم تعد إنساناً عاجزاً أو غير قادر على معرفة حقوقها وواجباتها بل هي تعلمت كما تعلم الرجل وعملت كما عمل الرجل وتحملت الكثير من مسؤولياتها الأسرية والوطنية وحان الوقت لاتخاذ موقفها المعلن فكرياً وعملياً تجاه الاصوات المتناثرة هنا وهناك منادية بحقوق المرأة كل حسب تقديره لتلك الحقوق.