برغم غيابه عن ساحة الشعر الشعبي منذ فترة طويلة، يظل الشاعر المبدع متعب التركي أحد أهم الأسماء الشعرية وصاحب تجربة فريدة ومؤثرة في جيله والأجيال التي لحقته، ويعود سبب ذلك لقدرته على كتابة قصائد جميلة وشفافة وصادقة تعزف على وتر المشاعر وتُجبرنا على حفظها وترديدها دائماً، قصائد التركي فراشات شفافة ومحلقة تبهج أسماعنا ونفوسنا، ولكنها في الوقت ذاته قادرة على مواصلة التحليق والاحتفاظ بألوانها رغم مرور السنين وكثرة الشعراء، وهذه القصيدة الرائعة نموذج من إبداعات التركي الخالدة: زي لون الطيف وألوان الفراش الهنوف اللي شغلني صدّها إن بكت جاء دمعها مثل الرشاش وإن تبسّم ثغرها من قدّها وإن حكت كن بشفايفها رعاش الخجل عن سالفتها لدّها والطيور اللي جفت حضن العشاش ليتها خلّت بقايا ودّها عقبها كل الغصون أمست نشاش خاليه عقب الوناسه خدّها كل قلبٍ في ذراه الحب عاش فيه طيبه زايده عن حدّها والقلوب إن فارقت صارت هشاش موحشه والذكريات تشدها رفرف البيرق وزِمت بيض الدشاش وامتلا من صافي الماء عِدها ما بنيت بيوت شعري من قشاش ليه أخاف إن الرياح تهدّها؟ والهجوس اللي من الفرقا عطاش ترقب نجوم السما وتعدّها يوم شق النور من ليل القماش شفت حبّة خالها في خدّها القصيد لمثلها والاّ بلاش لو تبي عمري حشا ما ردّها