ذكر بلاغ للسفارة الأمريكية بعاصمة السنغال داكار، نقلته وكالة الأنباء المغربية، أن الجزائر والمغرب وتونس والسنغال ونيجيريا سوف تكون ضمن المبادرة التي ستطلق رسميا بداية يونيو المقبل بالسنغال من خلال مناورات تحمل اسم تمارين «فلينتلوك 2005» تستند على مخطط الساحل الذي أطلق عقب هجمات11 سبتمبر 2001 من أجل منع الإرهابيين من إيجاد ملاذات آمنة في أفريقيا. قرر البنتاغون الأمريكي (وزارة الدفاع) تقديم دعم تقني ومادي لجيوش دول الساحل الأفريقي يتعلق بالتكنولوجيات الحديثة في مجال مكافحة الإرهاب، حيث يبدأ برنامج مطول سطرته واشنطن لمطاردة عناصر القاعدة بالمنطقة بمناورات تدريبية مشتركة بين جيوش هذه البلدان، وتحت إشراف خبراء من البنتاغون الأمريكي، تهدف أمريكا من خلاله إلى تضييق الحصار على الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالصحراء الكبرى لدول الساحل. وحسب البلاغ فإن المبادرة ستحظى بتمويل أفضل يقدر ب 100 مليون دولار سنويا خلال خمس سنوات، كما أنها ستكون أوسع نطاقا، اذ ستشمل المغرب والجزائر وتونس والسنغال ونيجيريا بالإضافة إلى البلدان الأربعة المشاركة في مخطط الساحل وهي مالي وموريتانيا وتشاد والنيجر. وستنخرط في هذه المبادرة عدة أجهزة حكومة أمريكية، تتولى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تفعيل المبادرات المتعلقة بالتعليم، وتتكلف وزارة الخارجية بالأمن في مطارات الدول المذكورة بينما يعهد إلى وزارة المالية بتعزيز المراقبة على تحويلات الأموال في المنطقة، ومن ثم وضع الأموال والتحويلات المشتبه فيها تحت المجهر. ويظهر من خلال البرنامج الذي سطرته وزارة الدفاع الامريكية أن مركز قيادة العمليات سيكون بالسنغال وسيتم تعبئة العديد من طائرات الشحن طوال مدة مناورات «فينتلوك» بينما سيسهر جنود من العمليات الخاصة الأمريكية على تكوين نظرائهم في سبع دول من أفريقيا جنوب الصحراء وتدريبهم على التكتيكات العسكرية الأساسية لتعزيز الأمن والاستقرار على المستوى الجهوي في مجال مكافحة الجماعات المسلحة. وأعلن البانتاغون الأمريكي في وقت سابق بأن المناورات التي يشارك فيها ضباط مختصون في مكافحة الإرهاب من الجيش الأمريكي، ستكون موجهة لتدريب ضباط من دول الساحل مختصين في الاستخبارات والأمن من بينهم ضباط في الجيش الجزائري والأمن، بهدف خلق قوة متحركة بين هذه الجيوش لمطاردة الجماعات المسلحة بمجرد توفر المعلومة بخصوص تحركاتهم في المناطق الحدودية. ويذكر أن خبراء الأمن في الولاياتالمتحدة يصنفون الجماعة السلفية للدعوة والقتال كأهم تنظيم إرهابي في منطقة الصحراء الكبرى، وبالتالي تتجه السياسة الأمنية الأمريكية إلى تسخير الإمكانات اللوجيستية والتقنية للقضاء على عناصرها، ومن ثم تدريب الضباط في البلدان المعنية لمواجهة أية إمكانية للمد في صحراء الساحل. وحسب ما يعتقده الخبراء، فإن برنامج الولاياتالمتحدة لمكافحة الإرهاب بدول الساحل، سوف يثير حساسية الدول الأوروبية المطلة على المتوسط وعلى رأسها فرنسا التي تعتقد أن هذه الدول لا زالت امتدادا استراتيجيا لها، باعتبارها مستعمرات قديمة لها، ويفسرون ذلك بمسارعة فرنسا إلى ربط هذه الدول بمعاهدات صداقة، على خلفية ضبط علاقات هذه الأخيرة مع القوى الأخرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية.