لا تقتصر الخدمات التي يتطلع المواطن إلى تصنيف مستوياتها على المشروعات الخدمية الصغيرة والمتعلقة باحتياجاته المتنوعة كالتسوق والمطاعم والمغاسل والمتاجر ومحطات الوقود فقط، حيث يوجد مجالات أهم وأكثر تقاطعاً مع احتياجات المواطن الأساسية، والمتمثلة في رغبته في الحصول على علاج جيد وبيئة صحية جيدة تقدم خدماتها بكل مسؤولية. ويلجأ المواطن إلى المستشفيات والمستوصفات الخاصة حتى يجد لديها الخدمات المتميزة، إلاّ أنه يكتشف أن هناك الكثير من الخدمات الصحية المقدمة لم ترق إلى المستوى المطلوب سواء على مستوى الكادر الطبي أو التمريض أو حتى الأجهزة والمعدات، على الرغم من أن المواطن قد يدفع الكثير من المال، ليكتشف أن هذا القطاع الصحي الأهلي غير قادر على التواصل مع "مرضه" بالشكل المطلوب، حتى مع تسويق المستشفى لإمكانياته من خلال إعلاناته كأفضل قطاع صحي يقدم علاجاً جيداً، وربما أعلن عن تصنيفه كأفضل مستوصف في علاج أمراض بعينها، ليبرز السؤال: متى يتم تصنيف القطاعات الصحية الأهلية بناء على إمكانياتها بشكل واضح ومعلن في كتيب يقدم لأي مواطن؟. وقالت المواطنة "سمية النجار": إن ما يحدث يتمثل في زيارة المواطن إلى مستوصف خاص ليطلب العلاج الصحي، وقد يدخل على الطبيب بعد أن يدفع قيمة فتح الملف (100) ريال، ليخضع إلى الأشعة والتحاليل بسعر (500) ريال، ثم يدفع إلى الصيدلية قيمة الأدوية المصروفة له من قبل الطبيب والتي تصل إلى (200) ريال، ليكتشف أن ما صرفه في هذا اليوم يصل إلى (800) ريال، وبعد أيام يكتشف أن العلاج لم يكن يتناسب مع حالته المرضية، فيقرر ارتياد مستشفى آخر خاص، وقد يدور في ذات الدائرة من التكاليف المادية التي يبحث من خلالها عن خدمة صحية مميزة، متسائلةً: لماذا لا يتم وضع نظام يلزم بتصنيف مستوى المستشفيات والمستوصفات بناء على إمكانياتها المقدمة؟، فهناك من تكون خدماتها جيدة في التعاطي مع حالة المريض، إلاّ أنها قد توقف علاجه؛ لأنها تفتقر إلى وجود أجهزة ومعدات طبية معينة، فتطلب منه الذهاب إلى مستشفى آخر وإجراء الفحوصات بها، ثم العودة إليها بالنتيجة، مشيرةً إلى أنه لو كان لدى المواطن دراية بتصنيف المستشفيات والمستوصفات وبمميزاتها، فإن ذلك حماية لأمواله. وشددت على أهمية أن يكون هناك مصداقية كبيرة في تحديد وتصنيف مستوى الخدمة الصحية المقدمة في كل قطاع صحي؛ لأن في ذلك حماية للمواطن من الاستغلال المادي، مضيفةً أن هناك مستشفيات تعرف من مجرد السمعة بإتقانها لعلاج أمراض معينة دون أخرى، كشهرة مستشفى في علاج أمراض العقم عن آخر، فيرتاد المرضى تلك المستشفيات بناء على السمعة والشهرة دون التثبت من حقيقة تلك المعلومة.