سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اضطرابات الأكل والنوم والتوتر «مشكلة» يعاني منها الطلاب وأسرهم خلال الامتحانات في استبانة أجرتها «الرياض» 37٪ من الطلبة لا يهتمون بالمذاكرة قبل بداية الاختبارات
بسبب اختبارات نهاية العام، حالة الطوارئ باتت فاعلة هذه الأيام في كل منزل.. ولهذا نجد ان الكثير من الآباء والأمهات.. لا يكفون عن متابعة أبنائهم، وحثهم طوال الوقت على المذاكرة والتحصيل، ليكون لهم الفرصة الكبرى للحصول على النجاح. خلال فترة الامتحانات تتوقف كل المناسبات الاجتماعية، ويبدأ الجميع بالمكوث في البيت والاعتناء بمسألة الانتهاء من فترة الامتحانات، والحصول على نتيجة جيدة. الآباء والأمهات في عناء مستمر مع الأبناء، والأبناء في عناء مستمر مع الكتاب. «الرياض» طرحت هذه المسألة على الاخصائية نادية المطاوعة، الحاصلة على درجة الماجستير في التطوير التربوي ومنهجية السلوك التعليمي وناقشنا معها أبرز العوامل المساعدة للطلاب والطالبات لتخطي فترة الامتحانات وتحقيق النجاح بإذن الله. في استبانة أجرتها «الرياض» على عينة عشوائية من طلاب المرحلة الثانوية والجامعية، أكد (37٪) منهم أنهم لا يهتمون بالمذاكرة قبل بداية الامتحانات، بينما أكد (40٪) منهم أنهم يستعدون قبل الاختبارات بما لا يقل عن الأسبوعين، بينما (20٪) أكدوا على ان متابعتهم للمواد الدراسية ومراجعتها تمتد طيلة أيام الفصل الدراسي منذ بدايته. وأتى في استبانة «الرياض» سؤال عن فترة الامتحانات، وما هو أبرز ما يعانيه الطلاب خلالها، فأكد (60٪) ان القلق والتوتر طيلة فترة الامتحانات أبرز الآثار الناتجة عن هذه الفترة، والتي تكون قبل الاختبارات بأسبوعين وطيلة فترة الامتحانات، وحتى ظهور النتائج. بينما أشار (15٪) من المشاركين في استبانة «الرياض» أنهم يصابون بالأرق طيلة فترة الامتحانات، وما يصاحب ذلك من اعياء بسبب قلة النوم، مع اضطرابات في الأكل، وأكد (23٪) أنهم لا يعانون خلال الامتحانات إلاّ من الاجهاد والارهاق، خصوصاً وان فترة الامتحانات تستلزم وقتاً أطول في المذاكرة. كما أكد (55٪) من المشاركين على اهتمامهم بالصلاة في أوقاتها خلال فترة الامتحانات، بينما أشار (40٪) ان يهتمون بأداء الصلاة باستمرار، ولا علاقة للامتحانات بأداء الصلاة، وأشار (37٪) ان التوتر خلال فترة الامتحانات يزول بعد بداية اليوم الأول، بينما أكد (60٪) ان التوتر يزداد بعد اليوم الأول وطيلة فترة الامتحانات. اهتمام تقول الاخصائية نادية المطاوعة ان هناك مشكلة عند الكثير من الطلبة والطالبات، وهي تحديد الموعد الصحيح للاختبارات، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، برأيي ان الاختبارات الفعلية تبدأ من أول يوم في العام الدراسي، أي ان الطالب الحقيقي هو الذي يرى بأهمية المذاكرة من أول يوم دراسي، فهو يتابع ويحضر دروسه، ويراجع ما درسه، ويقوم بحل واجباته، ويذاكر لاختبارات الشهرية، ويضع جدولَ مذاكرة يومياً، وبذلك يكون ممن يطبق مبدأ «المذاكرة أولاً بأول»، وهذا كفيل بأن يجعل أيام الامتحانات الفعلية في نهاية الفصل الدراسي مجرد أيام اعتيادية، هذا ما ينبغي للطالب أو الطالبة الاهتمام به، وعليه يتم تحديد مستواه. الامتحان وتشير الاخصائية المطاوعة إلى أهمية تحديد مفهوم الامتحان بحد ذاته، فجزء من اشكال الطلبة عموماً، هو الشعور بأن الاختبار هو محاولة جادة من أستاذ المادة لتعجيزهم، وهذا غير صحيح اطلاقاً، ومفهوم خاطئ فالامتحان هو تحفيز الطالب للتفكير والعمل بما تعلمه، ليس أكثر. قلق وتشير الاخصائية المطاوعة ان العديد من الطلبة والطالبات يعيشون حياة ملؤها القلق والتوتر، بسبب ما يعانونه أيام الامتحانات من تفكير في كيفية تجاوزها، وكذلك التركيز على النقاط السلبية، وبرمجة العقل الباطن على صعوبة الامتحانات، وعدم القدرة على تجاوزها بسهولة، كل ذلك يؤدي بالطالب إلى الارتهان إلى القلق، والقلق يعني ضغطاً نفسياً أكبر على الشخص، والذي يقود بدوره إلى عدم التركيز، وكل ذلك يؤدي على ضع القدرة على الاستيعاب، وهنا يفقد الطالب قدرته في السيطرة على تفكيره وتفعيله، ومن هنا يخفق الكثير من الطلاب في أداء امتحاناتهم. اضطرابات وتضيف الاخصائية المطاوعة ان الفترة التي يعاني فيها الطلبة تكون في الغالب لمدة شهر وهي غالباً ما تكون الفترة منذ بداية الامتحانات وحتى ظهور النتائج، مما ينعكس سلباً على معدل النوم، وكذلك احساس الطالب بالجوع، أو اهتمامه بالتغذية، وهنا إما ان يغرق الطالب في النوم، ويلازمه شعور طيلة الوقت بعدم قدرته على البقاء مستيقظاً وإما يلازمه شعور بعدم الرغبة في النوم لمزيد من التحصيل والمذاكرة التي تكون في كثير من الأحيان غير مجدية في حالة السهر الزائد عن المعدل الطبيعي وكذلك شعور الطالب بالجوع طوال الوقت أو عدم رغبته في تناول الطعام أو أنه يشعر بالجوع والشبع بشكل غير منتظم وبشكل غير تراتبي أو حتى غير مبرر أحياناً كل هذه الأعراض يمكن تفهمها نظراً للظرف الداخلي للعقل الباطن الذي يعيشه خلال فترة الامتحانات. نجاح وتؤكد الاخصائية المطاوعة ان الطالب بحاجة للعديد من التقنيات ليتجاوز فترة الامتحانات، بتفوق ونجاح أيضاً، ومن أهم هذه التقنيات: أهم أمر هو الشعور بأن الله سبحانه وتعالى يعين في الطاعات، ولا شك ان التعليم من الطاعات، ومن الأمور التي يحبها الله ويرضاها، فوجب على كل طالب ان يستشعر هذا الأمر، وان يحسن الظن بالله، ولابد ان يقر في قلبه ان الموفق هو الله، وان المعين هو الله، وعلى الطالب ان يستعد بالمذاكرة والاجتهاد ولا ينس الدعاء، وطلب التوفيق من الله. ومن الأمور المهمة ان يثق الطالب في نفسه وفي قدراته. ترتيب وتستطرد الاخصائية المطاوعة بقولها: لابد على الطالب ان يرتب ما يريد مذاكرته، فمثلاً المادة الواحدة يقسمها إلى أجزاء، ويسجل كل جزء على ورقة صغيرة أمامه، وعند انتهائه من كل جزء يضعها جانباً، فحينما يطبق الطالب هذه الطريقة، فإنه يشعر بالإنجاز، ويشعر بأنه تقدم خطوة إلى الأمام، وكذلك من المطلوب من الطالب ان يرتب وقته، وفقاً لطبيعة المادة وكثافتها، ومن ضمن أفضل الطرق للترتيب هو الترتيب وفقاً لمواعيد الصلوات، والتي تسمح للطالب بأخذ وقت استراحة بين كل وقت مذاكرة وآخر. وأيضاً من المهم ان يرتب الطالب أولوياته أيام الامتحانات، فكل شيء يمكن تأجيله إلى ما بعد الامتحانات، ما عدا العبادات وطاعة الوالدين وما هو ضروري، وما أقصده هنا، هو ان بعض الطلاب حتى أيام الامتحانات ينشغل بالهاتف أو الإنترنت أو حتى استقبال الأصدقاء أو قضاء الأوقات الطويلة معهم. التفكير وتشير الاخصائية المطاوعة بأنه لا بد للطالب ان يكون مستمراً في التفكير في النجاح والتفوق والتميز هذا التفكير يقوده إلى الجد والاجتهاد والتفكير يساعدنا على التركيز على الهدف ومحاولة الوصول إليه ومن خلال هذا الأمر نكون أقرب على تحقيق ما نريد، ولكن لنتخيل ان طالباً أثناء الامتحانات يفكر في أمور أخرى غير النجاح، وما أكثر ما ينشغل الطلاب بأمور مثل هذه، ما النتيجة المتوقعة؟؟!! كل ما هو مطلوب من الطالب ان يركز جل تفكيره على ما هو فيه الآن، ويحاول ان يركز على النجاح أولاً وأخيراً، ولا يشغل تفكيره بأي أمر آخر، لأنه فيما بعد سيكون لديه متسع من الوقت للتفكير فيما يريد، حينما يحقق النجاح. النوم وتؤكد الاخصائية بقوله: السهر لا يعوض الأوقات الثمينة التي فرط فيها الطالب، ومن يقول أنه لابد ان ينام الطالب وقتاً كافياً، وان لا يلجأ إلى السهر لأن في الغالب ينبغي عمله هو النوم المبكر، والاستيقاظ المبكر، وهنا يستغل الطالب وقته بشكل أفضل، وأكثر فاعلية.