كتبت الأسبوع قبل الماضي عن الأستاذ أحمد عيد تحت عنوان (أخيرا.. أحمد عيد رئيسا)، بمناسبة اختياره رئيسا للجنة تصحيح لائحة الانضباط. وكتبت الأسبوع الماضي عن اهتمام الكثير من لاعبينا بقصات الشعر والربطات على حساب المستوى الفني تحت عنوان (ميسي.. وقزع وربطات لاعبينا)، ضاربا مثالا بميسي ورونالدو في اهتمامهما بتطوير قدراتهما. واليوم أربط الموضوعين من خلال ما دار في مكالمة هاتفية أمس الأول مع الأستاذ أحمد عيد بغرض التواصل وتقديم عمل صحفي. قال الأستاذ احمد: قرأت مقالك (ميسي وقزع وربطات لاعبينا)، وأنا خارج السعودية.. كنت الأسبوع الماضي في ناي برشلونة ضمن جولة أقوم بها للتزود والعمل والمعرفة وزرت أكاديمية برشلونة للتعرف على منهجية العمل، ومن بين ما لفت نظري في منهجهم مع البراعم منع لبس الأسورة والقرصات والربطات وعدم مس شعر الرأس بأي تشويه أو قصات، ومن لا يتقيد ليس له مكان، يأتي بعد ذلك تعليمات غذائية وانضباطية وتدريبية. قاطعته "بالمناسبة ميسي من إنتاج أكاديمية برشلونة، لذا ليس غريبا أن يبقى بهذه الصفات الجميلة شكلا وأداء وخلقا". ورد عيد "جل لاعبي برشلونة مظهرهم جميل وسلوكهم رياضي، هذا علم وثقافة سائدين في النادي". واسترسل الرياضي المخضرم المثقف الأستاذ أحمد مشددا على أن الرياضة ثقافة وعلم وفن وأخلاق وتهذيب وترويح وعلاقات قبل أن تكون ممارسة. رددت بأن لدينا لاعبين بمقومات نجوم ولكنهم ما أن يصبحوا تحت مجهر الشهرة إلا وينجرفوا خلف التقليعات ومغريات الشهرة فنخسرهم سريعا، وضربت مثالا بلاعبين عادوا لممارسة تقليعات الربطات وقصات الشعر المقززة، أحدهم هذا الأسبوع وقع في عدة أخطاء وكان يرمي باللائمة على الحكم بالكلام أو الحركة كشماعة فشل. واسترسلت مسترجعا نحو 15 سنة للوراء حينما كان الأستاذ فهد المصيبيح (رئيس لجنة المسابقات والفنية واللعب النظيف حاليا)، مديرا لمدرسة الهلال وفرض نظاما تربويا فتهافتت عليه الألقاب التهكمية وعارضه كثيرون، ومن بين الأمثلة أن أحد اللاعبين كان (يدخن) وأنذره المصيبيح أكثر من مرة إلى أن نسقه، فواجه حملة غضب من جماهير ومسؤولين وإعلام تضاعفت بعد أن ذهب اللاعب للنصر وسجل - إن لم تخني الذاكرة - هدفا في مرمى الهلال، وطلبت بإلحاح أن يوضح المصيبيح موقفه إعلاميا فاعتذر - كعادته - لكنه أسر لي أن مثل هذه النوعية من اللاعبين لن يعمروا مع أمنياته أن يكون اللاعب قد اتعظ وغيّر من سلوكياته، ولم تمر فترة قصيرة إلا وانتهى اللاعب المشار إليه. بدوره استجاب الأستاذ أحمد وقال "كان الأمير محمد العبدالله - رحمه الله - يحرص في إدارته لكرة الأهلي على الأخلاقيات كثيرا، ورفض استمرار لاعبين غير ملتزمين بأسس ومبادئ رسمها، كان يقول "أخسر لاعبا ولا أخسر المثاليات والأخلاق"، وظل سنوات يؤسس للفكر والتعامل والأخلاقيات رغم المعارضات والانتقادات". وشدد أحمد عيد (نائب رئيس لجنة الاحتراف) على أن إدارات الأندية يجب أن تضع في عقود لاعبيها الالتزام بالمبادئ والأخلاقيات والمظهر العام بما يعزز سمات اللاعب القدوة الذي يمثل اهتماما كبيرا في المجتمع ويؤثر في النشء. ختاما: أرجو أن تكون الرسائل بليغة، وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية.