رفعت وزارة الصحة إلى الجهات المختصة توصية لإلزامية الموظفات الحكوميات فوق أربعين عاما بإجراء فحوصات "الماموجرام" للكشف عن سرطان الثدي بعد تزايد الحالات المصابة في مناطق مختلفة من المملكة، حيث كشفت إحصائيات حديثة قامت بها مراكز متخصصة من خلال حملات توعوية العام الماضي عن ارتفاع في معدل أعداد المصابات المتعارف عليه طبيا على مستوى العالم. وأجمع عدد من الأطباء المتخصصين خلال مؤتمر " دقيقتان تنقذان حياتك " الذي نظمته جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية مساء الخميس الماضي بفندق الشيراتون بالدمام, على أهمية الكشف المبكر لأمراض السرطان وتوحيد آليات العمل في كافة مناطق المملكة لضمان مصداقية الإحصائيات والخروج بدراسات وأبحاث واقعية لمحاصرة هذا المرض، مؤكدين بأن هذا المؤتمر الطبي الذي جمع معظم الجهات والمراكز الطبية ذات العلاقة بمكافحة هذا المرض ساهم في صقل القدرات وتبادل الخبرات وبيان مراكز الضعف والقوة في البرامج التوعوية, ويأتي هذا المؤتمر في مرحلته الثانية بمشاركة مجلس الخدمات الصحية وجامعة الدمام وصحة الشرقية حيث تم منحه 5 ساعات تعليمية من هيئة التخصصات الطبية وحضره ما يقارب 400 رجل وامرأة من الطاقم الطبي والتمريضي بدعم ورعاية من " روش الطبية ". باروم : نحذر النساء من مساحيق تجميلية ومواد تنظيفية تحتوي على مواد مسرطنة وأوضحت رئيسة وحدة التنسيق المركزي لبرنامج الكشف المبكر عن الأورام بجدة واستشارية أشعة تشخيصية بمستشفى الملك عبدالعزيز الدكتورة إيمان باروم، أن حملات التوعية،للكشف المبكر رفعت نسبة التوعية إلى 80% , مشيرة إلى إجراء فحوصات الماموجرام على (1167) سيدة خلال حملة واحدة بجدة امتدت إلى " 58" يوماً وتم اكتشاف إصابة " 7 " سيدات، وحذرت باروم من المساحيق التجميلية التي تستخدمها النساء بعد أن أصبح العديد منها يحوي مواد مسرطنة إضافة إلى الأدوات التنظيفية والمبيدات الحشرية والماركات المقلدة قليلة الثمن مبينة أن هناك قائمة بالمواد المسرطنة يمكن للنساء معرفتها لتجنب استخدامها مستقبلا . مشاركون في إحدى ندوات المؤتمر وأشارت استشارية أشعة الثدي بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض الدكتورة فاتنة الطحان، إلى أن قلة أعداد الأطباء الفنيين المتخصصين في الأشعة وضعف البرامج التدريبية يقف عائقا أمام تفعيل دور المراكز المتخصصة في العلاج وإجراء البحوث والدراسات، مبينة أن مركز العبداللطيف للكشف المبكر الذي ترأس إدارته في الرياض أجرى خلال أربعة أعوام الكشف على 11 ألف سيدة، منهم 8 آلاف حالة بجهاز الماموجرام أظهرت إصابة 167 سيدة، مطالبه بضرورة توجه السيدات إلى مراكز الكشف المبكر لتجنب مخاطر الإصابة، مشيرة إلى وجود فتوى شرعية تبين وقوع الإثم على كل سيدة أصيبت بالمرض ولم تتوجه للكشف رغم قدرتها على إجراء هذه الفحوصات مسبقاً . من جهتها قالت رئيسة قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور فاطمة الملحم، إن تكاتف مؤسسات المجتمع المدني في التوعية مع وزارة الصحة سيقلل من خطر الإصابة بهذا المرض، مشيرة إلى أن المنطقة الشرقية شهدت إجراء الكشف على ما يقارب 3 آلاف سيدة ضمن حملة الشرقية وردية خلال 3 سنوات وأظهرت إصابة 18 سيدة بسرطان الثدي في مراحل مختلفة من المرض، وأضافت أن تشعب خدمات مكافحة السرطان واختلاف آلية العمل ومؤشراته بمختلف المناطق لا يحقق النتائج المرجوة التي ستفتقد إلى وجود إحصائيات موحدة ودراسات ميدانية واضحة مؤكدة أن انطلاق برنامج الكشف المبكر بالمملكة الشهر المقبل سيساهم في توحيد جهود المركز الطبية في هذا المجال. ولفت رئيس قسم الأشعة في مستشفى عسير واستشاري الأشعة التداخلية الدكتور أحمد النعمي، أن أول مسح طبي تم إجراؤه العام الماضي على 500 سيدة في أبها أظهر إصابة 7 سيدات بسرطان الثدي وهو يمثل نسبة عالية حيث تصل إلى 1,7 بالمائة، مبينا أن تخصيص 200 سرير لمرضى الأورام بمدينة الملك فيصل الطبية في أبها سيساعد على الحد من انتشار هذه الأمراض والعلاج منها . وأفاد رئيس المؤتمر الدكتور ابراهيم الشنيبر استشاري الأورام بمستشفى الملك عبدالعزيز بالظهران أن حملة " دقيقتان تنقذان حياتك" بمرحلتها الثانية ستستهدف إجراء الفحوصات على 100 ألف سيدة بالمملكة العام المقبل إضافة إلى عقد الندوات والدورات التدريبية للطواقم الطبية والتمريضية لمحاصرة أمراض السرطان، مشيدا بالدور الكبير الذي يبذله مجلس الخدمات الصحية برئاسة الدكتور يعقوب المزروع ونائبه الدكتور عبدالله الحريري لنجاح هذه الحملة وإستمراريتها في خدمة المجتمع . وخرج بالمؤتمر بمجموعة من التوصيات المتمثلة في تفعيل أكثر دور هيئة الغذاء والدواء بالإعلان عن المنتجات والمواد المسرطنة والعمل مع الجهات ذات العلاقة على سحبها من الأسواق وفرض عقوبات على المخالفين في ظل تزايد هذه المنتجات بالفترة الأخيرة، إضافة إلى التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية لمساهمة منابرها الدينية في التوعية بأهمية الكشف المبكر عن أمراض السرطان وهو الحال ذاته مع المراكز والمجالس الاجتماعية في الأحياء، وكذلك توحيد آلية العمل في المراكز المتخصصة لمكافحة السرطان والبدء في إنشاء مراكز للدراسات والبحوث في مختلف مناطق المملكة.